طباعة
حصاد أيار في القدس
أصدر مركز معلومات وادي حلوة- القدس تقريره عن شهر أيار الماضي رصد خلاله الانتهاكات والاعتداءات على المقدسات والمقدسيين وممتلكاتهم في المدينة؛ بفرض الحصار على الأقصى، واقتحامات وصلوات المستوطنين فيه، ومواصلة حملات الاعتقالات وعمليات الهدم، وإصدار قرارات الإبعاد.
المسجد الأقصى
تواصلت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، خلال فترتي الاقتحامات اليومية الصباحية وبعد الظهر، باستثناء يومي الجمعة والسبت، عبر باب المغاربة الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال القدس.
ونفذ الآلاف من المستوطنين اقتحاماتهم الجماعية للأقصى خلال شهر أيار، خاصة في احتفالاتهم بما يسمى "يوم توحيد القدس" وهو ذكرى احتلال الشق الشرقي من المدينة حسب التقويم العبري، وذكرى "نزول التوراة"، وأدوا الصلوات العلنية ورفعوا العلم الإسرائيلي داخله.
وكان من المقتحمين للأقصى خلال أيار الماضي الوزراء في حكومة الاحتلال، أعضاء كنيست، حاخامات.
بتاريخ 18/5/2023 "اقتحم الأقصى 1262 مستوطنا، "923 الفترة الصباحية، و339 فترة بعد الظهر"، وكان من بينهم وزير النقب والجليل في حكومة الاحتلال، وأعضاء كنيست عن حزب الليكود، وحاخامات، وعشرات المسؤولين عن منظمات الهيكل المتطرفة، وأدى المستوطنون الصلوات داخل الأقصى، كما أنشدوا "النشيد الوطني/ هتيكفا" داخل الأقصى، ووضعوا الملصقات في المنطقة الشرقية حملت العلم الإسرائيلي وعبارة "جبل الهيكل بأيدينا"، وعلى مدار الساعة قام المستوطنون بمسيرات على كافة أبوابه "من الجهة الخارجية" وأدوا الصلوات وشكلوا حلقات الرقص والغناء ورفعوا الاعلام الإسرائيلية.
وأوضح مركز المعلومات أن سلطات الاحتلال فرضت حصارها على الأقصى في هذا اليوم، منذ الفجر حتى الساعة الثالثة عصرا، بمنع دخول من هم دون ال 50 عاما إليه، وإخراج الشبان منه، وملاحقة المرابطين على أبوابه من الجهة الخارجية.
بتاريخ 25/5/2023 اقتحم الأقصى 354 متطرفا (252 خلال فترة الاقتحامات الصباحية و102 خلال فترة بعد الظهر)، في ذكرى ما يسمى "الشفوعوت/ نزول التوراة".
ولفت مركز المعلومات أن سلطات الاحتلال منذ مساء الرابع والعشرين من شهر أيار حتى عصر اليوم الثاني، فرضت حصارها على المسجد الأقصى، بمنع دخول من هم دون ال 50 عاما إليه، وأدى المصلون صلوات "المغرب، العشاء، الفجر، والظهر" على عتبات الأقصى.
بتاريخ 21/5/2023 اقتحم وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير برفقة رئيس منظمة إدارة "جبل الهيكل"، الأقصى، وأدى صلاته فيه، وأدلى بتصريحات عنصرية تحريضية داخله.
ولم تتوقف الانتهاكات باقتحامات الأقصى، فامتدت الى أسفله، ففي تاريخ 21/5/2023 عقدت حكومة الاحتلال اجتماعها الأسبوعي في نفق أسفل المسجد الأقصى، وقال نتنياهو وفي تصريحاته له "عقد جلسة الحكومة بهذا المكان رسالة للرد على الخطاب الأخير لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي أكد فيه أنه لا علاقة لغير المسلمين بالمسجد الأقصى".
وفي ذات اليوم والمكان، عقدت حكومة الاحتلال اجتماعاً خاصاً مع ممثلي جماعات الهيكل لتعزيز التنسيق بين الجهتين، لبحث الطرق والسبل لتهويد المسجد الأقصى، وحضر الاجتماع 8 وزراء و5 أعضاء كنيست.
"مسيرة الأعلام السنوية".. حصار على القدس واعتداءات على المقدسيين
في ذكرى "يوم توحيد القدس"، استباح عشرات الآلاف من المستوطنين مدينة القدس، بمسيرتهم السّنوية "رقصة الأعلام"، انطلقت من حديقة "جان ساكر" في القدس الغربية وصولا الى حائط البراق، مرورا في منطقة شارع يافا، باب الخليل، الباب الجديد، باب العامود، شارع الواد، وشارك فيها وزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء كنيست، وخلالها رفعت الاعلام الإسرائيلية، وتعمد المستوطنون ترديد الشعارات العنصرية التي تدعو الى قتل العرب والمسلمين، وشتم النبي محمد عليه السلام.
واعتدى عشرات المستوطنين على الطواقم الصحفية، بالحجارة والزجاجات والعلب الفارغة والعلب المليئة بالحجارة والأتربة والكحول وعصي الاعلام، مما أدى الى إصابة العديد منهم برضوض مختلفة.
وفرضت سلطات الاحتلال حصارا على شوارع مدينة القدس، منذ ساعات الظهيرة حتى المساء، ومنعت السير ودخول بعض الشوارع، ونصبت السواتر الحديدية.
وعلى مدار الساعة، نظم المستوطنون مسيرات فردية داخل البلدة القديمة وعلى أبواب الأقصى، ورقصوا وحملوا الاعلام الإسرائيلية، واعتدوا على المقدسيين بالشتائم الضرب غاز الفلفل.
الإبعادات
واصلت سلطات الاحتلال إصدار قرارات الإبعاد، ورصد مركز معلومات وادي حلوة 72 قرار إبعاد خلال أيار الماضي، وشملت قرارات الإبعاد "ابعاد عن الأقصى، البلدة القديمة، الشيخ جراح، مكان السكن، ومنع دخول ضفة غربية"، لفترات بين 5 أيام حتى 6 أشهر.
وأوضح المركز أن من بين القرارات 46 قرار إبعاد عن الأقصى، و21 إبعاد عن البلدة القديمة.
الاعتقالات
تواصلت الاعتقالات في مدينة القدس خلال شهر أيار الماضي، ورصد مركز معلومات وادي حلوة- القدس، 194 حالة اعتقال من مدينة القدس ومن بينها "9 أطفال أقل من 12 عاماً/أقل من جيل المسؤولية، 46 فتى، 6 إناث بينهن فتاة قاصرة"، كما حول 6 فلسطينيين للاعتقال الإداري.
وشهر أيار الماضي، استدعت مخابرات الاحتلال رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري 85 عاما للتحقيق، وأفرج عنه بعد تحقيق استمر عدة ساعات بشرط "عدم التواصل مع 3 فضائيات "الميادين، الأقصى، والمنار"، والحضور للتحقيق في حال استدعائه من جديد.
كما استدعت مخابرات الاحتلال محافظ القدس عدنان غيث، خلال شهر أيار الماضي، مرتين، المرة الأولى في العاشر من الشهر لإبلاغه بنية "قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية" بتجديد قرار منعه من دخول الضفة، ونهاية الشهر استدعته مجددا وسلمته القرار "منع دخول الضفة الغربية حتى نهاية أيلول القادم".
ويُفرض على محافظ القدس عدنان غيث الحبس المنزلي في منزله في سلوان، منذ شهر آب 2022، بعد تقديم النيابة الإسرائيلية لائحة اتهام تضمنت "17 خرقاً لقرار منعه من دخول الضفة الغربية منذ لحظة صدور القرار".
ومنذ تولي محافظ القدس منصبه عام 2018 تلاحقه سلطات الاحتلال بالاعتقالات والاستدعاءات المتكررة التي بلغت حوالي 40 اعتقالا، واقتحامات لمنزله واستدعاءات، وفرضت عليه عدة قيود أبرزها "الإقامة الجبرية مكان سكنه في سلوان، منع السفر، منع دخول الضفة الغربية، منع المشاركة في أي فعالية في القدس، وصولا إلى الحبس المنزلي.
ومن بين المعتقلين شهر أيار الماضي، وزير القدس الأسبق خالد أبو عرفة والنائب أحمد عطون، وكلاهما حولا للاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر.
وأوضح مركز المعلومات أن النائب عطون تعرض لوعكة صحية خلال اعتقاله من مدينة بيت لحم، وحول للمستشفى وأجريت له بعد عدة أيام عملية "قسطرة"، ومنعت عائلته من زيارته، ثم حول الى السجن.
النائب عطون والوزير الأسبق أبو عرفة، أبعدا عن مدينة القدس بقرار من وزير الداخلية في حكومة الاحتلال سحب "الهويات الإسرائيلية" من النواب أحمد عطون، ومحمد أبو طير، ومحمد طوطح، والوزير السّابق لشؤون القدس خالد أبو عرفة بحجة "عدم الولاء لدولة إسرائيل"، بعد مشاركتهم في انتخابات المجلس التشريعي العام 2006، ثم تعرضوا جميعهم للاعتقال الفعلي، وأفرج عنهم عام 2010، وأبعد النائب أبو طير عن القدس، فيما اعلن البقية الاعتصام المفتوح في مقر الصليب الأحمر رفضا على قرارات الإبعاد ، وبعد أكثر من عام ونصف في الاعتصام اعتقلوا جمعيهم، ثم أفرج عنهم مع إبعادهم عن المدينة.
اعتداءات المستوطنين
تواصلت اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في مدينة القدس خلال شهر أيار الماضي، ورصد مركز معلومات وادي حلوة الاعتداءات:
28/5/2023 اعتدى مستوطنان بالشتائم والألفاظ النابية على المسيحيين خلال احتفالاتهم "بعيد العنصرة" في كنيسة رقاد العذراء في القدس القديمة، وتعمدوا توجيه الشتائم وألفاظ نابية على النبي عيسى عليه السلام.
18/5/2023 اقتحم 4 مستوطنين دير "راهبات المحبة" بالقرب من الباب الجديد في القدس، وتمكن الحارس من إبعاد المقتحمين عن المكان، علما أن النزلاء في الدير هم من الأطفال ومن ذوي الاحتياجات الخاصة.
19/5/2023 نظم المستوطنون مسيرات في شوارع القدس وطرقات البلدة القديمة وأبواب الأقصى "من الجهة الخارجية"، واعتدوا على المقدسيين ووجهوا الشتائم لهم، واندلعت مواجهات في منطقة باب الاسباط، واعتدت القوات على الشبان.
20/5/2023 اعتدى المستوطنون بغاز الفلفل والشتائم على المقدسيين، في شوارع مدينة القدس، وصباحا اقتحم المستوطنون بلدة الطور، وأطلقوا الرصاص الحي، وحاولوا اقتحام مدرسة "الطور الشاملة"، وألقوا الحجارة باتجاهها.
إطلاق النار
أصيب الشاب أنس كايد أبو حسين 29 عاما من قرية جبل المكبر، برصاص قوات الاحتلال خلال إغلاق الطريق في منطقة الخضر في مدينة بيت لحم، وأظهرت تسجيلات فيديو اعتداء جنود الاحتلال عليه خلال تواجده داخل الشاحنة، ثم رشه بغاز الفلفل، وفور نزوله منها استهدفه الجندي بإطلاق الرصاص من مسافة قريبة، فأصيب ب6 رصاصات في الفخذ والبطن.
كما استهدفت قوات الاحتلال مجموعة من الشبان بالرصاص، خلال مواجهات في قرية صور باهر، مما أدى الى إصابة الشاب ثائر بكيرات ب3 رصاصات "الفخد والبطن والساق"، واعتقل من مكان الإصابة، وخضع للعلاج وهو قيد الاعتقال حتى نقل الى سجن الرملة وقدمت ضده لائحة اتهام.
هدم متواصل
واصلت بلدية الاحتلال، تنفيذ عمليات الهدم وإجبار المقدسيين على هدم منشآتهم بأيديهم، بحجة "البناء دون ترخيص".
ورصد مركز معلومات وادي حلوة- القدس 23 عملية هدم في المدينة، 7 عمليات نفذت بأيدي أصحابها بقرارات من البلدية، وشملت عمليات الهدم بناية سكنية مؤلفة من 16 شقة، منازل، منشآت تجارية، بركسات، وتجريف أرض وسور.
ونفذت عمليات الهدم في: سلوان، جبل المكبر، صور باهر، مخيم شعفاط، والشيخ جراح.