طباعة

استهداف المشهد الثقافي والكلمة والصورة في القدس
February 10, 2025

في إطار استهداف الحالة الثقافية في مدينة القدس ومحاربة الكلمة والصورة، نفذت سلطات الاحتلال اقتحامات لمكاتب في المدينة، وصادرت منها كتبًا واعتقلت أصحابها تحت ذريعة بيع "الكتب التحريضية".

في الثاني من شهر فبراير الجاري، اقتحمت قوات الاحتلال مكتبة القدس، الواقعة في سوق خان الزيت بالقدس القديمة، وقامت بتفتيش محتوياتها وتخريبها، ثم اعتقلت صاحبها وأغلقت المكتبة لمدة 30 يومًا، وعلقت قرار الإغلاق على باب المكتبة.

وقال بيان الشرطة إن المكتبة تبيع الكتب التي تتضمن "محتويات تحريضية"، وبينها مؤلفات لشخصيات مصنفة على أنها "إرهابية".

مساء اليوم، أفرجت سلطات الاحتلال عن صاحب المكتبة هشام العكرماوي بعد اعتقال استمر 11 يوماً.

وفي التاسع من شهر فبراير الجاري، اقتحمت قوات الاحتلال أفرع المكتبة العلمية في مدينة القدس، وقامت بتفتيشها وفحص الكتب ومحتويات المكاتب ومخزن المكتبة، وترجمت العديد من الكتب والصحف والأبحاث باستخدام تطبيق "غوغل". ثم اعتقلت اثنين من أصحاب المكتبة وهما محمود منى وأحمد منى.

وصادرت القوات كتبًا بعدة لغات من المكتبة، وادعت أن الكتب تحتوي على مضامين تحريضية، علماً أنها صادرت الكتب التي تحتوي على العلم الفلسطيني أو التي تتناول القضية الفلسطينية، وذلك باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية.

وقالت الشرطة في بيان لها إنه خلال التفتيش تم ضبط كتب ذات طابع قومي فلسطيني، بينها "دفتر تلوين للأطفال" يحمل عنوان "من النهر إلى البحر".

ويشار أن الكتاب الذي وصف بالتحريضي وخصت الشرطة ذكره في بيانها هو coloring Palestine

عُقدت جلسة تمديد لأصحاب المكتبة العلمية، حيث تم تمديد توقيفهما ليوم غد لاستكمال التحقيق بشبهة "الإخلال بالنظام العام".

تأسست المكتبة العلمية في القدس قبل قرابة 40 عامًا، وهي واحدة من أهم المكتبات الفلسطينية في مدينة القدس، وملتقى للمثقفين والدبلوماسيين والصحفيين والباحثين.

ما يحدث في مكاتب القدس من إغلاق ومصادرة للكتب هو جزء من سلسلة الملاحقات في المدينة؛ فخلال السنوات الماضية، منعت سلطات الاحتلال تدريس المنهاج الفلسطيني في القدس، واشترطت على المدارس تدريس الكتب الفلسطينية المحرفة "المعاد طباعتها" بإشراف طواقم من وزارة المعارف الإسرائيلية والبلدية، حيث يتم شطب الدروس والصور أو استبدالها. وحتى الآيات والأحاديث النبوية في الدروس تم شطبها في عدة كتب، واقتحمت القوات عدة مدارس واستدعت مدراء ومدرسين.

كما قامت سلطات الاحتلال، خلال السنوات الماضية، بملاحقة وسائل الإعلام المختلفة، فأصدرت قرارات بحظر وسائل إعلامية متنوعة مثل "فضائيات محلية وعربية" وشبكات محلية، واقتحمت شركات إنتاج واعتقلت طواقم صحفية.

وحتى الفعاليات الثقافية لم تسلم من  المنع في مدينة القدس، فخلال السنوات الماضية منعت سلطات الاحتلال العديد من الندوات والمؤتمرات والورشات في القدس، بذرائع وحجج مختلفة.

وكذلك اعتقلت القوات المئات من المقدسيين بشبهة "التحريض" على وسائل التواصل الاجتماعي، وقدمت ضد العديد منهم لوائح اتهام وأصدرت أحكاماً مختلفة.