بعد 327 يوماً من استشهاده واحتجاز جثمانه- تراب مدينة القدس يحتضن الشهيد ثائر أبو غزالة
August 30, 2016
  • والدة الشهيد ثائر أبو غزالة بعد توديعها نجلها

 

بعد 327 يوماً من احتجاز جثمان الشهيد المقدسي ثائر عبد السلام أبو غزالة 19 عاماً في ثلاجات الاحتلال بمعهد "أبو كبير"، وُورِيَ جثمانه فجر اليوم الثلاثاء الثرى في مقبرة "المجاهدين" بشارع صلاح الدين بالمدينة، واحتضنه تراب المدينة التي ولد وعاش فيها، وودعته عائلته بقيود وإجراءات غير مسبوقة.

شروط تسليم الجثمان

الشهيد ثائر أبو غزالة هو أقدم الجثامين المحتجزة لدى سلطات الاحتلال وثاني شهداء المدينة خلال الهبة الجماهيرية... ارتقى في الثامن من شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، بحجة تنفيذه "عملية طعن لمجندة إسرائيلية في مدينة تل أبيب بواسطة مفك، ومحاولة خطف سلاحها"، وبعد منتصف هذه الليلة سلمت سلطات الاحتلال جثمانه لعائلته عند باب المقبرة، بوجود 25 شخصا من أفراد العائلة، وبشرط دفع كفالة قيمتها 20 ألف شيكل لضمان تنفيذ الشروط.

إجراءات غير مسبوقة

وحولت سلطات الاحتلال شوارع مدينة القدس المؤدية إلى مقبرة "المجاهدين" لثكنة عسكرية، بنشر أفراد الوحدات الخاصة في شوارع باب الساهرة وباب العامود وشارع صلاح الدين وطريق حي وادي الجوز، كما أغلقت بعضها بالسواتر الحديدية والأشرطة الحمراء، وأخلتها من المارة والصحفيين وهددت بعدم تسليم جثمان في حال التواجد في المنطقة، كما اعتلت أسطح البنايات المطلة على المقبرة.

وأغلقت قوات الاحتلال باب الساهرة – احد أبواب القدس القديمة-، ومنعت أفراد عائلته من الخروج باتجاه المقبرة، وقالت العائلة:" أثناء خروجنا من باب الساهرة باتجاه المقبرة قبل منتصف الليل – موعد التسليم حسب الاتفاق- قامت القوات الخاصة بتوقيفنا وأجبرتنا على العودة، كما أغلقت باب الساهرة حوالي ساعتين، ومنعتنا من الخروج حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.

وأوضح شهود عيان أن قوات الاحتلال قامت بدفع مجموعة شبان ومنعتهم من الخروج عبر باب الساهرة، وأخلت المنطقة بالقوة.

استهداف الصحفيين

واستهدفت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية التي تواجدت في المنطقة لتغطية تسليم جثمان الشهيد، وأبعدتهم من منطقة باب الساهرة، وشارع صلاح الدين، وأجبرتهم على التواجد في منطقة باب الأسباط، ونصبت في مكان تواجدهم السواتر الحديدية لمنع عودتهم الى محيط مقبرة المجاهدين.

منع إقامة خيمة عزاء للشهيد في القدس

واستدعت مخابرات الاحتلال عائلة الشهيد ثائر أبو غزالة مساء أمس، وأخبرتهم بقرار يقضي بمنع إقامة خيمة عزاء للشهيد في منزله بالقدس القديمة.

وبعد الصلاة على جثمان الشهيد أبو غزالة ودفنه، منعت قوات الاحتلال الصحفيين من التوجه إلى منزل عائلته في باب الساهرة – داخل أسوار القدس القديمة- لعدم إجراء مقابلات مع أفراد عائلته بقرار من أحد الضباط، كما قام الضابط بتحرير هوية الشبان وهددهم بالاعتقال في حال الوصول إلى منزل الشهيد أبو غزالة.

والدة الشهيد

وقالت السيدة عبير – والدة الشهيد ثائر ابو غزالة-، "كان جثمان ابني بحالة جيدة، تم استلامه عند باب المقبرة، وتواجد العشرات من الجنود داخل المقبرة... لقد ودعت ثائر ووضعت عليه التراب والورود."

مواصلة احتجاز 13 جثمانا في ثلاجات الاحتلال

وبعد تسليم جثمان الشهيد أبو غزالة، تواصل سلطات الاحتلال احتجاز 13 شهيدا فلسطينيا، ارتقوا خلال الأشهر الماضية منذ الهبة الجماهيرية، 3 منهم مقدسيين وهم : بهاء عليان، وعبد المحسن حسونة، ومحمد أبو خلف، و 5 جثامين من الخليل : سارة طرايرة، ومجد الخضور، ومحمد طرايرة، ومصطفى برادعية، ومحمد الفقية، وجثماني وائل أبو صالح وأنصار هرشة من طولكرم، وجثمان عبد الحميد أبو سرور من بيت لحم، وجثمان رامي عورتاتي من نابلس، وجثمان ساري أبو غراب من جنين.