تفاصيل الحالة الصحية والنفسية للأسير أحمد مناصرة
February 23, 2022

عادت الذاكرة اليوم إلى تاريخ الثاني عشر من شهر تشرين الأول عام 2015، وعادت معها صورة الطفل أحمد مناصرة، الجريح الملقى على سكة القطار، والمضرج بدمائه، محاصراً من مستوطنين يكيلون له الشتائم وأمنيات الموت.

عادت الذاكرة اليوم الى مقاطع التحقيق التي نشرت للطفل أحمد، خلال استجوابه وهو يصرخ "مش متذكر"... تفاصيل قاسية وصعبة على طفل الذي لم يكن يتجاوز 13 عاما من عمره، ليتنقل بعدها الى السجون بأوضاع اعتقال صعبة، اجتمعت هذه الأمور كلها وادت الى اصابة الاسير احمد باضطرابات نفسية دون تلقي العلاج اللازم والضروري، وسط عزله لفترة طويلة.

عائلة الأسير مناصرة، أصدرت اليوم بيانا تحدثت فيه عن الأوضاع الصحية والنفسية لنجلها الذي مر ولا يزال بظروف صعبة بدأت منذ لحظة اعتقاله بعد إصابته واستشهاد ابن عمه حسن، ثم خضوعه لتحقيق قاسٍ، وعزله المتواصل، وحرمانه من الزيارة وعدم حصوله على العلاج والمتابعة الصحية.

وجاء في البيان :"إن عائلة الأسير أحمد مناصرة؛ الذي واجه براثن الاحتلال عند قتل أعز أصدقائه ابن عمه الشهيد حسن مناصرة، واعتُقل طفلاً يافعاً بعمر الثالثة عشرة، والذي عُرف في حينه، وما زال بوسم "مش متذكر" كلمة السر لصمود وعنفوان أطفالنا الذين تعرضوا إلى أقسى أشكال القمع والترهيب".

واعلنت العائلة في بيانها :"عن تحفظها الشديد لبعض المنشورات والأخبار التي نشرت مؤخرا في وسائل الإعلام وبعض صفحات التواصل الاجتماعي عن الأسير أحمد، دون موافقة العائلة واحترام خصوصيتها، أو استشارتها أو الحصول على إذن منها، ودون توخي الدقة في مراعاة اختيار المصطلحات والمعلومات، ونحن إذ نفترض حسن النية في وسائل الإعلام وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، فإننا نرجو اعتماد العائلة أو من يمثلها، في نقل أي خبر أو معلومة تتعلق بالأسير أحمد مناصرة، واحترام معاناته وعطائه لوطنه".

وقالت العائلة أن ابنها أحمد تعرض لضرب مبرح حين الاعتقال مما تسبب له بكسر لجمجمته، أدى الى ورم دموي داخل الجمجمة، وتعرض إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي واستخدام أسلوب التحقيق الطويل دون توقف والحرمان من النوم والراحة، وتعرض إلى ضغوطات نفسية كبيرة لا يحتملها طفل في هذا العمر، ونتيجة للتعذيب الجسدي والتنكيل النفسي، عانى وما زال يعاني أحمد من صداع شديد وآلام مزمنة وحادة تلازمه حتى اللحظة.

وجاء في البيان :"قام الاحتلال بعزل الأسير أحمد في معظم فترات الأسر، في ظروف صعبة جدا وغير محتملة، وجعله لوحده يعاني من آلام الرأس الحادة والضيق النفسي والحرمان من الاختلاط مع باقي الأسرى لأوقات طويلة، وحرم من الزيارات العائلية "بحجة العقاب"، وفصل تماما عن باقي الأسرى، وحرم من العلاج المناسب الكفيل بتخفيف الألم، مما أدى الى ظهور اضطرابات نفسية والتي تفاقمت مع استمرار عزله واقتلاعه من بيئته وأهله ورفاقه في السجن".

وأوضحت العائلة انها وبعد علمها بحالة ابنها حاولت من خلال محاميها ومؤسسات حقوق الإنسان إدخال طبيب وأخصائي في الطب النفسي لمعرفة تطورات حالته، وبعد وقت طويل وجهود قانونية وحقوقية ومهنية لأخصائيين نفسيين واجتماعيين حثيثة؛ تمت زيارته من قبل أخصائية في الطب النفسي، والتي قررت بعد زيارته أنه يعاني من اضطراب نفسي نتيجة ظروف الاستبداد والعنف منها الكسور في الجمجمة، ونتيجة لعزله في زنزانة ضيقة وعدم السماح له بالاختلاط مع باقي الأسرى، وأشارت إلى أن الأدوية التي يتناولها غير مناسبة وتزيد من تفاقم حالته النفسية وأنه بحاجة إلى تشخيص مهني سليم ومعالجته بأدوية مناسبة وإنهاء عزله في الزنازين، وأن العلاج الأمثل هو وجود حاضنة اجتماعية في غرف السجن أو في الفضاء الخارجي تساعده في تجاوز الأزمة النفسية التي ساعد بل وعمل الاحتلال على تفاقمها بالعزل والعلاج غير المناسب والإفراط في تناول الأدوية المخدرة والمنومة .

وأوضحت العائلة انها حاولت والطاقم القانوني والطبي والنفسي والاجتماعي تنفيذ توصيات الأخصائية النفسية بعد زيارتها، الوحيدة واليتيمة، ولكن دون أية استجابة من سلطات الاحتلال، التي تواصل حرمانه من الأدوية الصحيحة وتضعه في ظروف عزلة تامة دون أدنى حقوق، وحرمانه من زيارة الأهل أو مخاطبتهم عبر الهاتف، وجعلته رفيقا لجدران الزنزانة الضيقة يتألم ويتوجع لوحده ويتكلم مع نفسه ويعيش حالة من التخيلات والأحلام التي لا يقوى أمامها الإنسان.

واستنكرت العائلة ادعاء الاحتلال بأن عزل الأسير أحمد في غرفة عزل منفردة جاء لحمايته وباقي الأسرى بسبب تدهور حالته النفسية، وأكدت العائلة على ثقتها المطلقة بحاضنة مجتمع الأسرى لكل الحالات المرضية وخاصة في المتابعة مع الأسير، والحرص على إعطاء الأدوية بالوقت والجرعة المناسبة، وأن الخطر الذي يواجهه الأسير أحمد سببه ومصدره الاحتلال والاحتلال فقط، وأن عزله عن باقي الأسرى هو عقوبة قاسية، وكأن السجن وحده لا يكفي لعقابه!

وتؤكد العائلة أن حالة ابنها تأتي ضمن منظومة شاملة طورها الاحتلال لمعاقبة الأسرى جسدا ونفسا وعائلة في آن واحد.

وحملت العائلة الاحتلال وأذرعه المختلفة مسؤولية ما آلت إليه الحالة الجسدية والنفسية والوجدانية للأسير أحمد.