طباعة
للمرة الأولى مستوطن ينجح بإدخال ماعز إلى الأقصى والصلاة فيه
نجح مستوطن متطرّف، ظهر اليوم الاثنين، في اقتحام المسجد الأقصى المبارك وهو يحمل قربانًا (ماعزًا صغيرًا)، وأدى طقوسًا دينية شملت الصلاة والانبطاح أرضًا داخل ساحات المسجد، في سابقة خطيرة وغير مسبوقة.
وتأتي هذه الحادثة في سياق محاولات متكررة شهدتها الأعوام الأخيرة من قبل جماعات "الهيكل" المتطرفة، التي تصعّد من دعواتها لتقديم القرابين داخل المسجد الأقصى، خاصة خلال "عيد الفصح اليهودي الرئيسي" و"عيد الفصح الثاني/الصغير"، وقد دعت تلك الجماعات منذ يومين إلى تنفيذ هذه الطقوس تزامنًا مع الفصح الثاني، وهو عيد ثانوي بحسب معتقداتهم.
ووفق التسجيل الذي نشرته منصات المستوطنين "فقد تجمّع تسعة مستوطنين في طريق باب الغوانمة بالقدس القديمة، وكان بحوزة أحدهم كيس وردي اللون يحتوي على ماعز صغير معدّ كقربان، وتقدّم المستوطنون بشكل متتالٍ نحو باب الغوانمة، الواقع في الزاوية الشمالية الغربية من المسجد الأقصى، وتجمّعوا عند عتبته محاولين اقتحامه.
وتدخل المقدسي سعيد أبو نجمة برفقة أفراد من الشرطة الإسرائيلية في محاولة لمنعهم، إلا أن أحد المستوطنين تمكّن من التسلل إلى داخل المسجد، حيث أخرج القربان من الكيس وأدى طقوسه الدينية وسط صرخات وغناء المستوطنين الآخرين الذين وثقوا الحدث ونشروه عبر منصاتهم المختلفة.
تعرض المقدسي سعيد للدفع والصرخ من المستوطنين، إلا انه ثبت ومنعهم من الدخول الى الاقصى.
وسارع موظفو دائرة الأوقاف الإسلامية وشبان مقدسيون إلى التدخل، حيث نجحوا في منع المستوطن من التقدّم داخل المسجد وذبح القربان فيه، وقاموا بإخراجه بالقوة من الأقصى وإغلاق الباب خلفه.
واللافت ان الاقتحام لم يتم عبر باب المغاربة المخصص لاقتحامات المستوطنين، ولا خلال فترات الاقتحام التي تحددها شرطة الاحتلال، بل اختير باب الغوانمة الذي يُعد من الأبواب الأقل استخدامًا.
وتؤمن جماعات الهيكل المتطرفة أن تقديم "قربان الفصح" داخل المسجد الأقصى، وسفك دمه، سيعجّل – وفق معتقداتهم – في مجيء "المخلّص الإلهي" وتحقيق الخلاص والسيطرة على "جبل الهيكل"، وهو ما يشكّل خطرًا كبيرًا على الوضع القائم في المسجد.
ويُذكر أن "عيد الفصح الثاني" يُصادف بعد نحو شهر من "عيد الفصح الرئيسي"، ويُعد فرصة بديلة لتقديم القرابين لمن فاتهم ذلك في العيد الأول، بسبب "النجاسة" أو البُعد عن الهيكل، بحسب المعتقدات اليهودية المتطرفة.
