طباعة
مقام الشيخ أحمد الدجاني في مقبرة مأمن الله يُنتهك .. من قبر الى مسكن لمستوطن
قام مستوطن بإزالة قبر الشيخ المقدسي أحمد بن علي الدجاني من داخل مقام في مقبرة مأمن الله، غربي مدينة القدس، وحوّل الموقع إلى مسكن له.
وكشفت عائلة الدجاني عن الاعتداء على المقام وقبر الجد الأكبر للعائلة خلال زيارتها الدورية للمكان يوم أمس، وعلى الفور اتصلت بالجهات المختصة، فحضرت قوات من الشرطة وطواقم من البلدية إلى الموقع، وقاموا بإخراج الأثاث من داخل المقام وإغلاق الموقع، مطالبين العائلة بالتوجه إلى المحكمة لإثبات وجود المقام والقبر.
وفي ساعات العصر، عاد المستوطن إلى المقام في محاولة جديدة لاقتحامه، وكان في المكان كل من أحمد الدجاني – حفيد الشيخ أحمد ومدير لجنة رعاية المقابر الإسلامية – والحاج مصطفى أبو زهرة – رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية –، حيث اعترض المستوطن على وجودهما مدعيًا أنه يعيش في الموقع منذ ثلاثين عامًا، وقد اعترف أمامهما بأنه قام بإزالة القبر.
وقال الشاب أحمد الدجاني: "مستوطن قام بإزالة القبر التاريخي من داخل المقام وحوّله إلى مسكن له، وهذا اعتداء جديد على المقبرة والمقام، يُضاف إلى العديد من الانتهاكات التي أصبحت روتينية ومتكررة".
وأضاف الدجاني أن الشيخ أحمد الدجاني كان من العلماء والأولياء الصالحين، وارتبط مباشرة بمقام النبي داوود في البلدة القديمة، موضحًا أن العائلة تزور المقام باستمرار، وكذلك لجنة رعاية المقابر.
وقال: "يوميًا نشهد اعتداءات على المقابر والمنازل والأراضي بطرق مختلفة، لكن الهدف واحد، وهو تغيير الواقع".
من جانبه، قال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، الحاج مصطفى أبو زهرة: "هذا المقام يعود للجدّ الأكبر لعائلة الدجاني، الشيخ أحمد الدجاني. أقدم مستوطن، في الظلام، على اقتحام المقام وإزالة القبر واليافطة التي توثق سنة الوفاة وتؤكد هوية المدفون، كما تثبت كتب التاريخ وجود القبر في هذا المكان. المستوطن قام بوضع أثاث داخل المقام، ومن جهتنا، سنعمل على إثبات أن هذا المقام تاريخي".
وتطرق أبو زهرة إلى سلسلة الاعتداءات والانتهاكات التي طالت مقبرة مأمن الله منذ عام 1948 والمستمرة حتى اليوم، بدءًا بمنع الدفن فيها، وطمس معظم القبور ونبشها، مرورًا ببناء الفنادق والبنايات الضخمة، وإقامة حديقة باسم "حديقة الاستقلال"، ومطعم، ومتحف يُسمى "متحف التسامح"، إضافة إلى شق شبكة صرف صحي.
وكانت مقبرة مأمن الله من أكبر المقابر الإسلامية في مدينة القدس، وتبلغ مساحتها 200 دونم، وقد دُفن فيها علماء وشيوخ وأعيان من القدس.