طباعة

"لأنهما عرب".. مطاردة ودهس ينتهيان باستشهاد فؤاد عليان وإصابة ابن عمه براء
May 30, 2025

لم يكن يعلم الشابان فؤاد وبراء عليان، من قرية بيت صفافا جنوب القدس، أن جلستهما لشرب القهوة في حديقة عامة بحي القطمون ستكون الأخيرة لفؤاد، ومحطة الألم والمعاناة لبراء.

في مساء منتصف الأسبوع الماضي، توجه أولاد العم إلى الحديقة لقضاء بعض الوقت، قبل أن يتعرضا لهجوم لفظي من قبل مجموعة من المستوطنين، الذين طالبوهما بمغادرة المكان بحجة أنهما "عرب، وهذا ليس مكانًا لهما"، وهددوهما بالسكاكين.

يقول رياض عليان، والد براء وعم الشهيد فؤاد، إن (براء وفؤاد) اتصلا بالشرطة فور وقوع الحادثة، لكنها حضرت إلى الموقع وقامت بتفتيش الشابين عليان واحتجازهما لفترة قصيرة، دون أن تتخذ أي إجراء بحق المستوطنين المعتدين.

ونهاية الأسبوع الماضي، عاد الشابان إلى الحديقة نفسها، كونها مكانًا عامًا، ليواجها من جديد ذات المجموعة من المستوطنين الذين بادروا إلى شتمهما وتهديدهما، قبل أن تتطور المشادة إلى مطاردة قاتلة وكأن كمينا كان بانتظارهما.

وبعد مغادرة فؤاد وبراء الحديقة على دراجتهما النارية، لاحقتهما سيارة يستقلها مستوطنان، وعند توقفهما عند إشارة ضوئية، انطلقت السيارة باتجاههما بسرعة كبيرة، وحاول الشابان عليان الفرار نحو الرصيف، لكن المستوطن دهسهما عمدًا، ومرّ فوق فؤاد مرتين، ما أدى إلى استشهاده على الفور، فيما أصيب براء بكسور في أطرافه ولا يزال يرقد في مستشفى "شعاري تسيديك".

وأكد شقيق الشهيد فؤاد أن الشرطة أبلغت العائلة بوجود تسجيل مصور من كاميرا المستوطن يُظهر أن الدهس كان متعمدًا، مستغربًا من إطلاق سراح أحد المشتبه بهما وتمديد توقيف الآخر فقط.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أصدرت بيانًا أوليًا قالت فيه إن الحادث عبارة عن "حادث سير"، ثم عادت لاحقًا وقالت إنه "حادث دهس متعمد" وإنها تفتح تحقيقًا في القضية.

من جهتهم، شدد أهالي بيت صفافا أن ما جرى ليس حادثًا جنائيًا كما تحاول الشرطة تصويره، بل جريمة دهس متعمدة بدوافع عنصرية، مطالبين بمحاسبة المستوطنين القتلة، وقد تم احتجاز جثمان الشهيد فؤاد أربعة أيام قبل تسليمه لعائلته.