طباعة
بين الهدم وتفريغ المنازل… عائلات مقدسية تفقد بيوتها قسرًا
عاشت عائلات مقدسية خلال الأيام الماضية معاناة قاسية فرضتها بلدية الاحتلال، بين تنفيذ قرارات الهدم أو تفريغ المنازل استعدادًا لهدمها، تاركة وراءها سنوات من التعب والذكريات تتحول إلى ركام.
ليث الزحايكة – عريس مقدسي لم يهنأ بمنزله
في قرية جبل المكبر، تحوّل حلم الشاب المقدسي ليث الزحايكة ببناء عش الزوجية إلى كابوس، بعدما أُجبر على هدم شقته السكنية بيده.
كان ليث يجهّز شقته التي أقيمت عام 2018 بمساحة 50 مترًا مربعًا، استعدادًا للانتقال إليها بعد زفافه المقرر بعد شهرين فقط، لكن البلدية أصدرت قرار الهدم النهائي قبل أسبوعين.
قال ليث بأسى: "بدلًا من أن أزين بيتي لاستقبال حياتي الجديدة، اضطررت لتحويله إلى ركام".
مهدي العباسي – منزل العائلة في سلوان إلى ركام
وفي بلدة سلوان، اضطر الشاب مهدي العباسي إلى تنفيذ قرار الهدم بنفسه، لمنزله القائم منذ عام 2011 والبالغة مساحته 80 مترًا مربعًا، وكان يعيش فيه 8 أفراد من عائلته.
وأوضح العباسي أنه دفع خلال السنوات الماضية مخالفات بناء بلغت أكثر من 100 ألف شيكل، وحاول مرارًا استصدار ترخيص، إلا أن البلدية رفضت وأصرت على الهدم.
عائلة عميرة – الأيام الأخيرة في منازلها
بدأت عائلة عميرة بتفريغ منازلها الأربعة في بلدة صور باهر، تنفيذًا لقرار الهدم قبل انتهاء المهلة من البلدية. المنازل أقيمت بين عامي 1998–1999، ويقطنها 13 فردًا، وتعود ملكيتها للوالد أحمد عميرة وأبناؤه مصعب ومعاذ ومحمود.
وأوضحت العائلة أنها على مدار السنوات الماضية حاولت استصدار تراخيص للبناء، ودفعت غرامات مالية ومصاريف متابعة في المحاكم قاربت المليون شيكل، لكن البلدية أصرت على قرارها.
وتتراوح مساحة المنازل ما بين 40 و70 مترًا مربعًا، وبعد صدور القرار النهائي يواجه أفراد العائلة تحديات صعبة في ظل ارتفاع الإيجارات، ما اضطر بعضهم للانتقال مؤقتًا للإقامة عند الأقارب.
عائلتا درباس وعودة – العيسوية
وفي بلدة العيسوية، أجبرت بلدية الاحتلال خلال الأيام الماضية عائلتي درباس وعودة على هدم منزليهما ذاتيًا، لتجنب الغرامات الباهظة وتكاليف الهدم إذا نفذته طواقم البلدية.
سياسة ممنهجة للهدم الذاتي والإجباري
تأتي هذه العمليات ضمن سياسة الهدم الذاتي والإجباري التي تفرضها سلطات الاحتلال على المقدسيين، في ظل رفضها إصدار تراخيص بناء وفرضها غرامات مالية باهظة، ما يضاعف من معاناة العائلات التي تجد نفسها أمام خيارين أحلاهما مرّ: هدم منازلها بأيديها، أو دفع تكاليف باهظة مقابل هدم الاحتلال لها.

