طباعة

شبح الإخلاء يهدّد 90 فردًا من عائلتي بصبوص والرجبي في سلوان
September 13, 2025

عاد شبح الإخلاء وكابوس التهجير ليخيّم مجددًا على أهالي حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى؛ حيث تواجه عائلتا بصبوص والرجبي خطر فقدان منازلهم بعد رفض المحاكم الإسرائيلية الاستئناف المقدّم ضد قرارات الإخلاء لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، بذريعة ملكية الأرض لليهود منذ عام 1881.

وتواجه 10 شقق سكنية في الحي خطر الإخلاء، فيما يعيش سكانها حالة من القلق والترقب في ظل غياب أي ضمانات لمستقبلهم.

وأوضح رأفت بصبوص أن العائلة تلقّت القرار عبر المحامي، حيث رفضت المحكمة المركزية غيابيًا الاستئناف المقدّم. وقال:" قرارات الإخلاء كانت متوقعة، وتقديم الاعتراضات يمنحنا بعض الأمل وراحة مؤقتة ممزوجة بالخوف، لكن في ظل الحكومة اليمينية الحالية فإن النتائج معروفة سلفًا."

وأضاف بصبوص أن الجمعيات الاستيطانية تطالب بإخلائهم حتى نهاية العام الجاري، مشيرًا إلى أن العائلة بصدد التوجّه للمحكمة العليا لتجميد القرار وإلغائه، إلا أن الواضح في ظل التسهيلات الممنوحة للمستوطنين هو تسريع تنفيذ قرارات الإخلاء لتهويد المدينة ومحيط المسجد الأقصى.

وبيّن أن القرار يشمل بنايتين سكنيتين تعودان لعائلة بصبوص: الأولى مكوّنة من ثلاثة طوابق تضم أربع شقق، والثانية من طابقين وتضم شقتين، ويقطنهما نحو 55 فردًا، جميعهم يعيشون في الحي منذ ستينيات القرن الماضي.

وفي السياق ذاته، تواجه عائلة الرجبي المصير نفسه، إذ سبق أن هُجّرت قسرًا من منازلها في حارة الشرف بالقدس القديمة عام 1967، وانتقلت مباشرة إلى سلوان. وقال كايد الرجبي:

"منذ صدور القرار لا نعرف الراحة أو الاستقرار، فكل تفكيرنا ينحصر بالقرار. لا يمكن أن نخرج من منازلنا."

وشمل قرار الإخلاء أربع عائلات من عائلة الرجبي تضم نحو 35 فردًا.

وأوضح كايد الرجبي، وهو عضو لجنة حي بطن الهوى، أن العائلات بدأت تتلقى بلاغات بالإخلاء منذ عام 2015، في إطار مخطط "عطيرت كوهنيم" للسيطرة على خمسة دونمات و200 متر مربع من الحي، بذريعة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881.

وتدّعي الجمعية الاستيطانية أن المحكمة العليا أقرت بملكية اليهود اليمنيين للأرض، ومقام على الأرض أكثر من 35 بناية سكنية تسكنها نحو 80 عائلة فلسطينية، جميعهم يقطنون الحي منذ عشرات السنين بعد أن اشتروا أراضيهم وممتلكاتهم من أصحابها السابقين بموجب أوراق رسمية.

وبين رفض الاستئناف القضائي وتزايد المخططات الاستيطانية، يجد أهالي بطن الهوى أنفسهم أمام معركة يومية للدفاع عن منازلهم ووجودهم، في ظل سياسة إسرائيلية واضحة تهدف إلى تهويد سلوان والسيطرة على محيط المسجد الأقصى. ورغم ذلك، يؤكد الأهالي تمسّكهم بحقهم في البقاء في بلدتهم ومنازلهم، رافضين التهجير ومصرّين على الصمود فيها.