طباعة

ضربٌ ومنعٌ وقيودٌ مشددة... الاحتلال يخنق سبت النور ويطفئ فرحة القدس
April 19, 2025

فرضت سلطات الاحتلال، اليوم السبت، قيودًا مشددة على دخول المسيحيين ووصولهم إلى كنيسة القيامة للمشاركة في صلوات وطقوس "سبت النور".

واعتدت قوات الاحتلال على العشرات من المسيحيين "رجال دين، حجاج، أطفال، نساء، شبان، وفرق كشافة"، عبر إشهار السلاح باتجاههم لمنعهم من السير والتقدم نحو كنيسة القيامة، مما أدى إلى عرقلة مسيرة سبت النور السنوية التقليدية، إضافة إلى الضرب والدفع بالقوة.

ومنذ ساعات الصباح، نشرت قوات الاحتلال الحواجز والسواتر والمتاريس الحديدية في محيط كنيسة القيامة وداخل ساحاتها الرئيسية، وشددت من تواجدها عند بابَي الجديد والخليل، وعلى طول الطريق منهما باتجاه كنيسة القيامة "أزقة وطرقات رئيسية ومفترق حارات البلدة القديمة"، ونصبت في كل نقطة أو مدخل يؤدي إلى الكنيسة سواتر حديدية ومنعت المرور من خلالها، كما أغلقت الطريق المؤدي إلى الكنيسة من جهة طريق خان الزيت بالسواتر الحديدية.

ومنذ ساعات الصباح حتى العصر، اكتظت السواتر الحديدية بالمئات من المسيحيين الذين توافدوا إلى البلدة القديمة لأداء صلوات سبت النور وحضور لحظة خروجه من الكنيسة.

وحرمت سلطات الاحتلال المسيحيين من المشاركة وحضور خروج النور من كنيسة القيامة، كما حالت الحواجز والإجراءات المتخذة في محيط الكنيسة دون نقل النور بسهولة إلى خارجها.

واحتفلت الكنائس المسيحية التي تتبع التقويمين الشرقي والغربي والأرمن، اليوم، بسبت النور.

وأكد المسيحيون أن داخل كنيسة القيامة وساحاتها كانت شبه خالية بسبب الإجراءات والحواجز الشرطية وتحديد أعداد المصلين.

وكان العدد الأكبر من المشاركين صلوات سبت النور والمتواجدين في محيط كنيسة القيامة ن أهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل، إضافة إلى حجاج من عدة دول، في حين كانت أعداد المسيحيين القادمين من الضفة الغربية محدودة نتيجة القيود الإسرائيلية المفروضة على إصدار التصاريح.

كما عرقلت سلطات الاحتلال سير زفّة سبت النور السنوية التقليدية واعتدت على فرق الكشافة والحضور.

واستنكر نادي الاتحاد الأرثوذكسي العربي في القدس بشدة الإجراءات التي اتخذتها الشرطة الإسرائيلية بحق المصلين المسيحيين من مختلف الطوائف، اليوم السبت، والتي تمثلت في منعهم من الوصول إلى كنيسة القيامة عبر أبواب البلدة القديمة، لا سيما من باب الجديد، ونصب عشرات الحواجز داخل أزقة وأحياء حارة النصارى.

وقد شملت هذه الانتهاكات منع الدخول إلى سطح كنيسة القيامة، وعرقلة المسيرة الكشفية التقليدية السنوية لاستقبال “نور المسيح” المتجهة نحو سطح الكنيسة، ورفع السلاح في وجه الأطفال من أشبال الكشافة، والنساء، وكبار السن، والتعرض لهم بالدفع والضرب والصراخ، في مشهد مستفز وغير مقبول.

وقال نادي الاتحاد الأرثوذكسي العربي: "إن ما يحدث هو تعدٍ صارخ على حرية العبادة، وخرق فاضح لكل اتفاقيات الـ"ستاتيكو" المعمول بها منذ قرون، وضرب بعرض الحائط حتى قرارات المحكمة العليا الإسرائيلية التي أكدت حق الطوائف المسيحية في الوصول إلى كنائسها، خاصة في سبت النور وخلال الأعياد".

وأضاف النادي: "بلغ الأمر حد منع أبناء طائفتنا من دخول كنيسة مار يعقوب الأرثوذكسية منذ ساعات الصباح الأولى، وحرمان أعضاء الجوقة من أداء صلواتهم، في تصعيد خطير وغير مبرر".

وناشد النادي في بيانه رؤساء الكنائس، من بطاركة وأساقفة، التحرك العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات السافرة لأبسط الحقوق الإنسانية، وفي مقدمتها حرية الوصول إلى أماكن العبادة وأداء الشعائر الدينية دون حواجز أو اعتداءات أو استفزازات".

وأصدرت سلطات الاحتلال مؤخرا فقط 6 آلاف تصريح للمسيحيين من محافظات الضفة الغربية للمشاركة في صلوات وطقوس عيد الفصح المجيد، رغم أن عددهم يُقدَّر بنحو 50 ألفًا، ما يعني حرمان الغالبية من حقهم في الوصول إلى القدس وأداء شعائرهم الدينية في أقدس المناسبات المسيحية، فيما تواصل منع مسيحيي قطاع غزة من الوصول إلى القدس، سواء للمشاركة في الصلوات أو في أي من المناسبات الدينية.

وللعام الثاني على التوالي، اقتصر "سبت النور" على أداء الشعائر الدينية فقط، دون مظاهر احتفالية موسعة، بسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ من 17 شهراً.

ومن قلب كنيسة القيامة، داخل القدس القديمة، انبثق "النور المقدس"، ليحمل شعاعه إلى مسيحيي القدس والداخل الفلسطيني ومدن الضفة الغربية، ويسافر عبر الطائرات إلى أنحاء متفرقة من العالم، إلا إلى مسيحي قطاع غزة، التي ما تزال ترزح تحت حرب إبادة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023."