طباعة
الهدم في القدس متواصل- عائلات تفقد بيوتها في العيد
عشية عيد الأضحى، صعّدت بلدية الاحتلال في القدس من عمليات هدم المنازل، في مشهد بات مألوفًا وموجعًا، أربع عائلات مقدسية وجدت نفسها فجأة في العراء، تقف بين الركام والحجارة، تحاول لملمة ما تبقى من أثاث وذكريات، وتزرع في عيون أطفالها بذور الأمل رغم الخراب.
تواصل بلدية الاحتلال سياسة الهدم تحت ذريعة "البناء دون ترخيص"، في وقت تفرض فيه إجراءات معقدة وطويلة للحصول على رخصة بناء، تستنزف سنوات وأموالًا طائلة، ما يدفع معظم المقدسيين للبناء دون ترخيص كخيار وحيد للسكن، وبعد سنوات من الاستقرار، يفاجئون بقرار هدم، لتُفرض عليهم مواجهة قاسية: إما أن تنفذ البلدية الهدم بجرافاتها، أو يُجبروا على هدم منازلهم بأيديهم تحت تهديد الغرامات الباهظة (خياران كلاهما مرّ).
صباح اليوم الثلاثاء، اقتحمت طواقم بلدية الاحتلال وآلياتها برفقة قوات الاحتلال حي البستان في سلوان، وفرضت حصارًا مشددًا على المنطقة، وأغلقت المداخل والطرقات، وأخرجت سكان منزلي عائلتي القيمري وعودة، قبل أن تشرع بعملية الهدم.
في منزل عائلة القيمري، الذي تبلغ مساحته 40 مترًا مربعًا وأقيم قبل 10 سنوات، كانت تعيش أسرة مكونة من 5 أفراد، بينهم 3 أطفال. وكانت العائلة قد تسلّمت قرار الهدم الأسبوع الماضي.
أما منزل عائلة عودة، فكان يضم 4 أفراد بينهم طفلان.
في جبل المكبر، واصل المواطن مهند القنبر، لليوم الثاني على التوالي، هدم منزله بيده، والمنزل قائم منذ عام 2006، وتبلغ مساحته 150 مترًا مربعًا، ويعيش فيه 7 أفراد، بينهم 4 أطفال.
وفي بيت حنينا، اضطرت عائلة حشيمة قبل يومين، أيضًا إلى تنفيذ الهدم الذاتي لمنزلها القائم منذ عام 2004، ويضم المنزل عائلتين مكونتين من 14 فردًا، نصفهم من الأطفال.