طباعة

القدس بين القيود والطوارئ.. 150 موظفًا أدّوا الجمعة في الأقصى والقيامة مغلقة وأسواق خالية
June 13, 2025

في يوم جمعة غير اعتيادي، بدت مدينة القدس صامتة ومفرغة من ملامحها المعتادة، أبواب المسجد الأقصى وكنيسة القيامة أُغلقت أمام المصلين والحجاج، وشوارع البلدة القديمة خلت من روّادها، فيما أُقفلت المحال والأسواق، وتحوّلت المدينة إلى ثكنة عسكرية تنتشر فيها الحواجز على كل باب ومدخل وزاوية.

أعداد قليلة من المصلين تمكّنوا من الوصول إلى عتبات الأقصى أو أطراف البلدة القديمة، في ظل الانتشار وفرض القيود المشددة، بينما غابت الحركة عن محيط كنيسة القيامة، وغاب الباعة الذين اعتادوا أن يملؤون الطرقات في محيط المسجد الأقصى بعد كل صلاة جمعة.

منذ ساعات الفجر، وبعد الضربة الإيرانية أطلقت صافرات الإنذار في البلاد، "صفارات طوارئ" وأعلنت "الجبهة الداخلية" حالة الطوارئ، وفرضت إجراءات استثنائية شملت إلغاء التعليم، حظر جميع أشكال التجمعات، وإغلاق أماكن العمل باستثناء المرافق الحيوية.

في وقت مبكر من صباح اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى، وأخرجت المصلين من المصليات المسقوفة والساحات بعد انتهاء صلاة الفجر، وأبلغتهم بقرار الإغلاق.

وبعد ساعات، منعت الشرطة دخول المصلين لأداء صلاة الجمعة، وأبعدتهم بالقوة عن محيط الأقصى.

وحول الإجراءات في الأقصى في يوم الجمعة قال الشيخ عمر الكسواني أن 150 مصلٍ من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية، أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، مؤكدا أن الشعائر الدينية والصلوات الخمسة ستقام في الأقصى كالمعتاد بمن يحضر من موظفي الأوقاف.

وأوضح الشيخ الكسواني أنه قبيل صلاة الفجر، تلقّت دائرة الأوقاف الإسلامية اتصالًا من الشرطة، لإبلاغنا بإعلان حالة الطوارئ، وأُعلمنا بأنه لن يُسمح بدخول المصلين إلى المسجد الأقصى.

رغم ذلك، كان يتواجد في الساحات نحو ألف مصلٍ أدّوا صلاة الفجر، قبل أن تُغلق أبواب المسجد عند الساعة السادسة والنصف صباحًا.

وأضاف الشيخ الكسواني:" منذ الإغلاق، يُسمح فقط بدخول موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية وخروجهم عبر باب السلسلة وباب الأسباط".

المصلون الذين منعوا من دخول المسجد، أدوا صلاة الجمعة في شوارع البلدة القديمة وعلى عتباتها، لا سيما في مناطق: باب الأسباط، طريق مقبرة اليوسفية، المصرارة، وباب الساهرة، غالبيتهم من سكان القدس والداخل الفلسطيني، الذين وجدوا أنفسهم مبعدين بالكامل عن البلدة القديمة.

أما سكان البلدة القديمة، فقد أدوا الصلاة على عتبات الأقصى وفي الأزقة.

أما على أبواب البلدة القديمة، فقد نصبت القوات سواتر حديدية على المداخل، وتمركز الجنود لتدقيق الهويات ومنع أي شخص من الدخول ما لم يكن من سكانها.

وليس هذا الإغلاق الأول من نوعه للمسجد الأقصى والقيامة والبلدة القديمة؛ حسب تعليمات "الجبهة الداخلية وبذريعة الطوارئ"؛ ففي الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2024، أغلقت سلطات الاحتلال المسجد من بعد صلاة العصر حتى فجر اليوم التالي، عقب إطلاق إيران عشرات الصواريخ. كما شهد الأقصى إغلاقًا غير مسبوق في آذار/مارس 2020، استمر حتى نهاية أيار/مايو من العام ذاته، في ظل تفشي جائحة كورونا، حفاظًا على الصحة العامة.