طباعة

الاحتلال يجبر عائلات دبش والقاروط والأعمص على هدم منازلها جنوب القدس
September 23, 2025

في مشهد يختزل معاناة المقدسيين، اضطرت ثلاث عائلات فلسطينية من مدينة القدس إلى هدم منازلها بأيديها، تنفيذًا لقرارات بلدية الاحتلال التي تذرّعت بالبناء دون ترخيص.

وبين حجارة متناثرة وذكريات غائرة في الجدران، وقفت العائلات الثلاث؛ دبش، القاروط، والأعمص، تهدم ما تبقى من بيوتها لتتجنب الغرامات الباهظة.

في قرية صور باهر جنوب القدس، نفذت العائلات قرارات البلدية القسرية، وجمعت ما تبقى من حجارة منازلها لنقلها وتنظيف المنطقة، تفاديًا لفرض غرامات إضافية.

عائلة الأعمص: شقة مجهزة لزفاف تُهدم بقرار قسري

قال المواطن عبد الأعمص إنه اضطر لتنفيذ القرار رغم قسوته، موضحًا أن الشقة تقع في الطابق الرابع وكانت مجهزة لسكن نجله المقبل على الزواج، وأنها قائمة منذ عام ونصف فقط.

وأضاف أن الشقة مؤلفة من غرفتين ومنافعها، لكن البلدية رفضت أي محاولة للترخيص.

عائلة دبش: سنوات من الملاحقة ( بين الاغلاق والهدم والقص) و700 ألف شيكل مخالفات

تلاحق بلدية الاحتلال عائلة دبش منذ سنوات على بنايتها السكنية، فبعد فرض قرار يقضي بقص جزء من مساحة البناية، جاء اليوم قرار بهدم شقة سكنية كاملة وإغلاق مداخل شقق بالجبص، ما أجبر العائلة على استخدام الدرج الخارجي.

وأوضح أسامة دبش أن سنوات طويلة قضتها العائلة في أروقة المحاكم، بين محاولات وقف قرارات الهدم، وتراكم مخالفات البناء، وجهود الحصول على ترخيص لم يُمنح لهم.

وأضاف: "قبل عدة أشهر فُرض علينا قص جزء من مساحة البناية بشكل طولي، واليوم أُجبرنا على هدم شقة بالكامل، وإغلاق مدخل بيت الدرج بالجبص"، مشيرًا إلى أن أكثر من 700 ألف شيكل فُرضت على العائلة كمخالفات وتكاليف التماسات للمحاكم.

وأوضحت العائلة أن البلدية أصدرت في البداية قرارًا يقضي بعدم الهدم، لكنها بعد أسبوع فقط ألغت القرار وأمهلت العائلة ستة أشهر لتنفيذه.

عائلة القاروط: بيت للأهل وخمّ للدجاج وبركس الأغنام تحت الهدم

أما عائلة القاروط فأُجبرت على هدم شقتها السكنية وحمام خارجي تابع لشقة ثانية، إضافة إلى بركس للغنم وخمّ للدجاج.

وقال معاذ ممدوح القاروط إن الشقة التي هُدمت كان يعيش فيها والديه، حيث بدأت العائلة ببنائها عام 2016، وبعد عامين انتقلت للسكن فيها. لكن سرعان ما فرضت عليهم البلدية مخالفة بناء بقيمة 120 ألف شيكل، تلاها صدور قرار بالهدم، لتنتهي العائلة إلى مصير مشابه لباقي المقدسيين.

لماذا يُجبر المقدسي على الهدم ذاتيًا؟

تلجأ العائلات المقدسية للهدم الذاتي لتفادي غرامات مالية باهظة تفرضها البلدية، تصل أحيانًا إلى أكثر من 200 ألف شيكل، وهي ما يسمى "أجرة الهدم" التي تشمل تكاليف الآليات والطواقم والشرطة المرافقة.

كما يهدف الأهالي لتفادي أي تخريب للمنازل الملاصقة بفعل الجرافات، فضلًا عن أن العقوبات قد تصل في بعض الحالات إلى السجن الفعلي.

ورغم أن المعاملات للحصول على تراخيص بناء تمتد لسنوات طويلة وتكلف مبالغ طائلة، إلا أن البلدية تماطل في إصدارها أو ترفضها في نهاية المطاف، ما يجعل البناء المرخّص حلمًا بعيد المنال.

ويقف المقدسي أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما أن يهدم بيته بيديه، أو أن تهدمه جرافات الاحتلال. وفي الحالتين، الهدف تفريغ المدينة من سكانها وتشريد السكان من منازلهم.