طباعة

حصاد تشرين الثاني/نوفمبر في مدينة القدس
December 3, 2025

أصدر مركز معلومات وادي حلوة – القدس تقريره الشهري عن شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وثّق فيه أبرز الأحداث والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس، وفي مقدمتها ما يجري في المسجد الأقصى من اعتداءات متصاعدة، إلى جانب قرارات الإبعاد والاعتقالات اليومية بحق المقدسيين، وعمليات الهدم والتشريد في مختلف أحياء المدينة.

المسجد الأقصى

شهد المسجد الأقصى خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تصعيدًا خطيرًا في طبيعة وحجم الانتهاكات الإسرائيلية، تمثّل في اقتحامات يومية نفّذها مئات المستوطنين بدعم حكومي مباشر وحماية ميدانية من قوات الاحتلال، باستثناء يومي الجمعة والسبت، وجرت الاقتحامات على فترتين يوميًا (صباحية وبعد صلاة الظهر)، وتخلّلها أداء صلوات وطقوس توراتية جماعية وعلنية في مختلف الساحات والممرات، خصوصًا في المنطقة الشرقية.

وبحسب رصد مركز معلومات وادي حلوة – القدس، بلغ عدد المقتحمين خلال الشهر أكثر من 4100 مستوطن، اقتحموا المسجد عبر باب المغاربة الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال القدس.

أبرز الانتهاكات خلال الشهر:

  • 18 تشرين الثاني/نوفمبر: اقتحم ثمانية مستوطنين المسجد الأقصى عبر باب الأسباط وهم يحملون قرابين حيوانية، شملت ماعزًا صغيرًا وثلاث حمامات وُضعت داخل كيس من الورق المقوّى، كما ارتدى أحدهم أدوات الصلاة اليهودية (التفلّين).

تمكّن المستوطنون من تجاوز الحواجز الشرطية المقامة عند باب الأسباط، بينما لاحقهم حرّاس الأقصى باتجاه منطقة باب الرحمة قبل أن ينتشروا في عدة مواقع داخل الساحات. وفي وقت لاحق أعلنت الشرطة اعتقالهم.

  • 27 تشرين الثاني/نوفمبر – سابقة خطيرة: سمحت شرطة الاحتلال لثلاثة متطرفين يعرّفون أنفسهم كـ"لاويين" بالصعود إلى المسجد الأقصى وإنشاد ترنيمة دينية داخل ساحاته، في خطوة تُعد الأولى من نوعها.

وكان "اللاويون" مسؤولين عن الغناء والإنشاد والطقوس داخل الهيكل، خصوصًا الترنيم والموسيقى الدينية، وتعتبر جماعات "جبل الهيكل" هذا الأداء العلني لـ"غناء اللاويين" خطوة باتجاه فرض مزيد من الطقوس اليهودية في المسجد.

وخلال الشهر، تواصلت الصلوات اليومية والطقوس المختلفة في المنطقة الشرقية على وجه الخصوص، مع ارتفاع في حدّة الأصوات والطقوس الجماعية في عدة مواقع داخل المسجد، بما في ذلك الاحتفال بأعياد الميلاد والبلوغ وطقوس الزواج والخطوبة.

إخلاء قسري وتهجير عائلات

في 9/11/2025 نفّذت سلطات الاحتلال عملية إخلاء قسري استهدفت عائلتي شويكي وعودة من عقاراتهما السكنية في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية.

بدأت العملية باقتحام قوات الاحتلال برفقة طواقم "دائرة الإجراء والتنفيذ" للبلدة وتطويق مداخلها، ثم الانتشار الكثيف في حي بطن الهوى والأحياء المجاورة، حيث داهمت القوات العقارين تمهيدًا للإخلاء، وأغلقت محيطهما بالكامل ومنعت الوصول إليه.

العقاران اللذان جرى إخلاؤهما يتألفان من بناية سكنية بثلاث شقق؛ تعود شقتان منها لعائلة شويكي وشقة لعائلة عودة. وتأتي هذه العملية ضمن مخطط استيطاني واسع تسعى من خلاله جمعية "عطيرت كوهنيم" للسيطرة على نحو 5 دونمات و200 متر مربع في الحارة الوسطى من الحي، استنادًا إلى مزاعم بملكية يهود من أصول يمنية للموقع تعود لعام 1881.

تهديد وشيك بالإخلاء يطال 50 فردًا

اقتحمت طواقم مشتركة من دائرة الإجراء والتنفيذ والشرطة عقار عائلة الرجبي في حي بطن الهوى بسلوان، وسلّمت سلطات الاحتلال العائلة (ناصر وعايد ووالدتهما) قرار إخلاء نهائي من العقار لصالح المستوطنين، للحجّة ذاتها، وحدّدت مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر موعدًا لتنفيذ القرار.

ويقطن في العقار، المؤلف من ثلاث شقق، نحو 50 فردًا بينهم أطفال وكبار سن، مما يضعهم أمام خطر التشريد الوشيك.

منع فعاليات

واصلت سلطات الاحتلال خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر ملاحقة ومنع الفعاليات الاجتماعية والثقافية في القدس بذريعة “إقامتها أو رعايتها من السلطة الفلسطينية”.

اقتحمت قواتها المسرح الوطني الفلسطيني – الحكواتي ومنعت عرض مسرحية “أحلام تحت شجرة الزيتون” وعلّقت قرارًا بإغلاقه، كما منعت إقامة بازار القدس في دير أبونا إبراهيم بحي رأس العامود بمشاركة نحو 100 مشروع نسوي.

الاعتقالات

واصلت سلطات الاحتلال خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2025 تنفيذ اعتقالات يومية في مدينة القدس، طالت الأطفال والفتيان والنساء وكبار السن، إضافة إلى العشرات من حملة هوية الضفة الغربية بذريعة “الإقامة غير القانونية”.

كما استمرت سياسة التضييق على الأسرى المقدسيين بعد الإفراج عنهم، عبر استدعائهم فور انتهاء محكومياتهم، والإفراج عنهم في مناطق بعيدة عن السجون دون إبلاغ عائلاتهم، وفرض قيود مشدّدة تمنع استقبالهم أو تنظيم تجمعات على شرفهم ورفع الرايات الفلسطينية.

ومن بين المعتقلين خلال الشهر:

النائبان المقدسيان المبعدان عن القدس محمد أبو طير (75 عامًا) وأحمد عطون (57 عامًا) بعد مداهمة منزليهما في محافظة بيت لحم، وأشار المركز إلى أن وزير الداخلية الإسرائيلي كان قد قرر عام 2006 سحب الهويات من النواب محمد أبو طير وأحمد عطون ومحمد طوطح، إضافة إلى وزير شؤون القدس السابق خالد أبو عرفة، بحجة “عدم الولاء”، تلاها سلسلة اعتقالات، وفي عام 2010 تسلّموا قرارات بإبعادهم عن القدس.

كما عُقدت خلال الشهر جلسة لمحاكمة الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، بدعوى “التحريض على الإرهاب” على خلفية كلمات تعزية ألقاها عام 2022، إضافة إلى نعيه رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في الأقصى عام 2024.

هدم وتشريد

تواصلت سياسة الهدم في مدينة القدس خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بذريعة "البناء دون ترخيص".

ووثّق مركز معلومات وادي حلوة تنفيذ 5 عمليات هدم وإغلاق طالت منشآت سكنية وتجارية وزراعية في مختلف أنحاء المدينة.

وتنوّعت أساليب الهدم بين: الهدم الذاتي الذي اضطرت خلاله العائلات إلى هدم منازلها بأيديها تجنبًا للغرامات الباهظة، والهدم المباشر الذي نفذته طواقم بلدية الاحتلال بمرافقة القوات الإسرائيلية.

كما واصلت سلطات الاحتلال توزيع أوامر الهدم وإنذارات وقف البناء واستدعاءات لمراجعة البلدية، في إطار سياسة ممنهجة لتفريغ المدينة من أهلها الفلسطينيين.

نقل مرضى الى قطاع غزة

17/11/2025: نُقل 76 مريضًا ومرافقًا من أبناء قطاع غزة من مدينة القدس باتجاه القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، بواسطة 3 حافلات و3 مركبات إسعاف، ضمت الدفعة 4 أطفال وعددًا من كبار السن من النساء والرجال، إضافة إلى شبان تواجدوا في القدس على مدار 26 شهرًا، منذ وصولهم قبل اندلاع الحرب، حيث أقاموا في ثلاثة فنادق في حيي الطور والصوانة.

المرضى الذين نُقلوا كانوا قد تلقّوا علاجهم في مستشفى المقاصد ومستشفى المطلع قبل استكمال ترتيبات إعادتهم إلى قطاع غزة.

ولا يزال عدد من أبناء القطاع الذين يحتاجون إلى علاج مستمر يتلقّون رعايتهم داخل مستشفيات القدس.

ولدى وصول العائلات إلى معبر "كرم أبو سالم"، منعت سلطات الاحتلال إدخال جميع أغراضهم، وسمحت فقط بحقيبة يد واحدة، ومبلغ 500 شيكل، وهاتف محمول واحد لكل شخص، فيما أُجبروا على ترك بقية الأغراض، وقامت القوات برمي الكثير منها.

إصابات

استهدفت سلطات الاحتلال الفلسطينيين الذين حاولوا الدخول إلى مدينة القدس بإطلاق الرصاص، بحجة (الدخول أو الدخول الى القدس بطريقة غير قانونية) وسُجّلت أكثر من 10 إصابات بالرصاص خلال الشهر.

اعتداءات المستوطنين

شهدت مدينة القدس خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر تصاعدًا في اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين، خاصة سائقي الحافلات العمومية والعاملة داخل المدينة، حيث سجّلت عدة حوادث اعتداء بالضرب ورشّ غاز الفلفل على السائقين خلال عملهم، ما تسبب بإصابات وحالات اختناق.

كما واصل المستوطنون اعتداءاتهم على الممتلكات في الأحياء الفلسطينية، إذ سُجّلت عمليات سرقة واسعة لثمار الزيتون في سلوان وأم طوبا، شملت اقتحام أراضٍ وقطف ثمارها بالقوّة .