طباعة

خطر الإخلاء يلوح بالأفق- منازل عائلة عليان في مهب الريح
February 10, 2021

ورود وأشجار وحجارة شاهدة على حياة عمرها عشرات السنين وذكريات يحملها أفراد عائلة عليان الفلسطينية في وجدانهم، في منازل شيد بعضها قبل وجود الاحتلال، على أراضي قرية بيت صفافا جنوب القدس منذ أكثر من ثمانين عاما، وعلى حجارتها وبين أشجارها رجال ونساء عملوا وعمّروا وأطفال لعبوا ولهوا، قبل أن يصبح جميع أفرادها اليوم أسرى الخوف من إخلاءهم من منازلهم، ومصادرتها وبالتالي تحويلها لبؤرة استيطانية.

"هذه بيوتنا ولدنا وترعرعنا بها وورثناها عن أجدادنا ولا يمكن الخروج منها".. هذا ما ردده الفلسطيني حسين عليان، لكن ما يخشاه وعائلته أن تنفذ قرارات الإخلاء في حال عدم قدرتهم على دفع مبلغ "92 ألف شيكل" بعد 5 أيام .

بدأت ملاحقة عائلة عليان من قبل سلطة "دائرة الأراضي" عام 2016، حيث فوجئت العائلة بفرض مبلغ مالي عليها من "ضريبة أملاك الأراضي" بقيمة مليون و600 ألف شيكل، لتتراكم الغرامات وتصل عام 2019 الى مليون و900 ألف شيكل، وخلال الأعوام الماضية حاولت العائلة الاعتراض على الضريبة المفروضة عليها وتوجهت للمحاميين، لكن دون جدوى، حتى جرى ما لم تتوقعه العائلة نهاية العام الماضي.

وأوضح حسين عليان :"ادعت سلطات الاحتلال أن هذه الأموال تراكمية على العائلة منذ عام 1986، لكن العائلة رفضت الادعاء وأكدت أنها لم تبلغ بذلك قبل عام 2016، ولم تتسلم أي مطالبة بدفع أي مبلغ مالي، كذلك فإن ضريبة الأملاك تُفرض على الأراضي الفارغة  التي لا بناء عليها، لكن هذه الأراضي مقام عليها منزلين وبناية مؤلفة من شقتين، وأحد المنازل قائم منذ عام 1936 أي قبل الاحتلال!

وأضاف ":بتاريخ 31/12/2020 اقتحمت قوات مشتركة من "دائرة الإجراء" والشرطة والعمال منازل العائلة الأربعة، وطالبتنا بالخروج منها تمهيدا لإخلائها، وبعد تدخلات من وجهاء القرية ومحاولات قضائية استمرت عدة ساعات، تم تجميد الإخلاء، وأبرمت اتفاقية وهي كالتالي:

تخفيض الديون لدائرة الضرائب بحيث يصبح المبلغ الكلي 600 ألف شيكل على شكل دفعات شهرية بقيمة "50 ألف شيكل"، ودفع فوري بمبلغ 50 ألف شيكل"، كما أضيف الى المبلغ المطلوب، 150 ألف شيكل "أجرة أتعاب طواقم دائرة الإجراء والقوات المرافقة لها"وفي حال عدم دفع المبلغ الشهري المطلوب، تعتبر الاتفاقية لاغية وعليه يصبح قرار الإخلاء قيد التنفيذ في أي لحظة.

منتصف كل شهر، هو موعد "الدفعة الشهرية لتسديد الديون المفروضة على العائلة"، وقال عليان :"بقى عدة أيام على موعد الدفعة الشهرية وهذا الشهر قيمتها 93 الف شيكل، وهي 50 ألف شيكل "دفعة ديون" و43 الف شيكل"دفعة أجرة للطواقم" وحتى اليوم لم نتمكن من تجميع شيكل واحد".

ولفت عليان أن عائلته وأهالي القرية تمكنوا من دفع "الدفعة الشهرية الشهر الماضي"، كذلك الدفعة الفورية نهاية العام، لكنه يفكر ببقية الأقساط الشهرية وقيمتها المرتفعة وقال :"أعاني من مشاكل صحية، وشقيقي نبيل أصيب بعجز "لا يستطيع الحركة والكلام" بعد تعرضه لاعتداء من قبل مستوطن خلال الانتفاضة الثانية، ونحن نتلقى مخصصات التأمين ولا نعمل."

وقال عليان في حال أخليت المنازل ستعرض بالمزاد العلني، وبالتالي تصبح الجمعيات الاستيطانية أول من يقوم بشرائها.