طباعة
حصاد أيار/ مايو في مدينة القدس
أصدر مركز معلومات وادي حلوة – القدس تقريره الشهري عن شهر أيار/مايو الماضي، والذي رصد فيه الانتهاكات التي تعرّضت لها مدينة القدس.
وتواصلت الانتهاكات الخطيرة في المسجد الأقصى خلال هذا الشهر، إلى جانب استمرار حملات الاعتقال اليومية، وعمليات الهدم والتشريد، وقرارات الإبعاد بحق المقدسيين، واعتداءات المستوطنين.
شهيدان مقدسيان ومواصلة احتجاز جثامين
- 16/5/2025 استُشهد الفتى محمد أبو لبدة 17 عاماً، من بلدة بيت حنينا، بعد إطلاق النار عليه عند باب السلسلة – أحد أبواب الأقصى-، بحجة تنفيذه عملية طعن، واحتجز جثمانه، والشهيد واحد من توأم ثلاثي، وكان يستعد لامتحانات الثانوية العامة.
- 22/5/2025 استُشهد الشاب فؤاد عليان (30 عامًا) من قرية بيت صفافا، جنوب القدس، بعد أن تعرّض لعملية دهس متعمدة نفذها مستوطنان في المنطقة الغربية من المدينة، ووفق إفادات شهود عيان، طارد المستوطنان فؤاد وابن عمه أثناء تنقلهما على دراجة نارية، قبل أن يدهساه بشكل مباشر. وقد احتجزت السلطات الإسرائيلية جثمان الشهيد لمدة أربعة أيام قبل تسليمه لعائلته.
جثامين محتجزة في "مقابر الأرقام" والثلاجات
تواصل سلطات الاحتلال سياسة "احتجاز جثامين الشهداء في الثلاجات"، وأوضح مركز معلومات وادي حلوة أن 29 شهيدا مقدسيا محتجزة جثامينهم في الثلاجات:
1. جثمان الشهيد مصباح أبو صبيح منذ تشرين أول/أكتوبر 2016.
2. جثمان الشهيد فادي القنبر منذ كانون ثاني/يناير 2017.
3. جثمان شهيد الحركة الأسيرة عزيز عويسات منذ أيار/مايو 2018.
4. جثمان الشهيد شاهر أبو خديجة منذ أيار/مايو 2021.
5. جثمان الشهيد الفتى زهدي الطويل منذ أيار/مايو 2021.
6. جثمان الشهيد فادي أبو شخيدم منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2021
7. جثمان الشهيد كريم جمال القواسمي منذ آذار/مارس 2022.
8. جثمان الشهيد عدي التميمي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2022.
9. جثمان الشهيد عامر حلبية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
10. جثمان الشهيد خيري علقم منذ كانون الثاني/يناير 2023.
11. جثمان الشهيد حسين قراقع منذ شباط/فبراير 2023.
12. جثمان الشهيد الفتى اسحق العجلوني منذ حزيران/يونيو 2023.
13. جثمان الشهيد الفتى خالد الزعانين منذ آب/أغسطس 2023.
14. جثمان الشهيد علي العباسي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
15. جثمان الشهيد عبد الرحمن فرج منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
16. جثمان الشهيد خالد المحتسب منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
17. جثمان الشهيد الفتى آدم أبو الهوى منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
18. جثمان الشهيد الفتى محمد عمر الفروخ منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
19. جثمان الشهيد مراد نمر منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
20. جثمان الشهيد إبراهيم نمر منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
21. جثمان الشهيد أحمد عليان منذ كانون الأول/ديسمبر 2023.
22. جثمان الشهيد الفتى وديع عليان منذ شباط/فبراير 2024.
23. جثمان الشهيد فادي جمجوم منذ شباط/فبراير 2024.
24. جثمان الشهيد الفتى نور شهابي منذ أيار/مايو 2024.
25. جثمان الشهيد محمد شهاب منذ تموز/يوليو 2024.
26. جثمان الشهيد الفتى شادي شيحة منذ آب/أغسطس 2024.
27. جثمان الشهيد سامي العامود منذ تشرين الأول/أكتوبر 2024.
28. جثمان الشهيد الفتى عمر شويكي منذ كانون الأول/أكتوبر 2024.
29. جثمان الشهيد الفتى محمد أبو لبدة أيار/مايو 2025
المسجد الأقصى... سابقة خطيرة وأيام صعبة
شهد المسجد الأقصى خلال شهر أيار/مايو تصعيدًا كبيرًا في الانتهاكات، تمثلت بالاقتحامات اليومية الواسعة التي نفذتها جماعات "الهيكل المزعوم" تحت حماية شرطة الاحتلال، واستغلال الأعياد والمناسبات اليهودية لفرض وقائع جديدة داخل المسجد.
وبلغ عدد المقتحمين للمسجد الأقصى خلال شهر أيار/مايو خلال فترتي الاقتحامات (الصباحية 7:00 – 11:30، وبعد الظهر 1:30 – 3:00)، أكثر من 6700 مستوطن.
وقد مرّ الأقصى بعدة أيام صعبة، كان أبرزها في الثاني عشر من أيار، حين تمكن مستوطن متطرف من اقتحام المسجد وهو يحمل قربانًا (ماعزًا صغيرًا)، وأدى طقوسًا دينية شملت الصلاة والانبطاح داخل ساحات المسجد، بمناسبة ما يُعرف بـ"عيد الفصح العبري الثاني" (الفصح الصغير)، وهي سابقة حدثت في الأقصى للمرة الأولى منذ احتلاله.
وكان المستوطن ضمن مجموعة من المستوطنين قدرت أعددهم ب 9 حاولوا اقتحام المسجد عبر طريق باب الغوانمة في البلدة القديمة، وتمكن أحدهم من الدخول حاملًا الماعز في كيس صغير، وتصدى لهم أحد المقدسيين، بينما تدخل موظفو دائرة الأوقاف والمصلون لإخراج المستوطن من المسجد.
وبحسب التقرير، اقتحم المسجد الأقصى (عيد الفصح الصغير) 611 مستوطنًا متطرفًا.
وفي السادس والعشرين من أيار/مايو، في ذكرى ما يُسمى "النكسة" حسب التقويم العبري، شهد الأقصى اقتحامًا جماعيًا واسعاً من قبل 2092 مستوطنًا، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل إسحاق فسرلوف، وعدد من أعضاء الكنيست وكبار الحاخامات، وقد بدا المسجد وكأنه تحوّل إلى ساحة لاجتماع رسمي.
وفي هذا اليوم، سجلت انتهاكات خطيرة، وأبرزها رفعت الأعلام الإسرائيلية بكثافة داخل المسجد، وارتدى عدد من المستوطنين قمصانًا تحمل صور الأعلام وصورًا لما يُسمى "الهيكل المزعوم"، كما رفعوا "علم الهيكل" الأزرق، وأدخلوا أدوات الصلاة اليهودية (التيفلين والطاليت)، المخصصة للصلاة في الكنس، وجرت صلوات جماعية، وانبطاح جماعي في عدة مواقع، وتشكّلت حلقات رقص وغناء وتصفيق داخل ساحات المسجد. وسمحت شرطة الاحتلال بتواجد 6 مجموعات من المستوطنين في آن واحد داخل الأقصى.
وأعلنت جماعات "الهيكل" أن آخر مجموعة من المستوطنين غادرت الأقصى عند الساعة 3:40، ما يعني تمديد فترة الاقتحامات بما يتجاوز المعلن.
في اليوم الأول من شهر أيار/مايو، اقتحم 515 مستوطنًا المسجد الأقصى، تزامنًا مع ما يُعرف بـ"عيد الاستقلال" لدى الاحتلال، وهو ما يُصادف ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني. وقد رُفع العلم الإسرائيلي عدة مرات داخل الأقصى، ووُضع على عربات الأطفال، إلى جانب أداء صلوات علنية جماعية مع الانبطاح، والغناء والتصفيق.
في المقابل الاقتحامات الواسعة للأقصى خلال أيار/مايو الماضي، منعت قوات الاحتلال المسلمين في معظم الأيام وخاصة في الأعياد والمناسبات اليهودية "التي سبق ذكرها" من دخول المسجد منذ ساعات الصباح الباكر، وطالبتهم بالعودة بعد الساعة 3:30 عصرًا، أي بعد انتهاء فترة الاقتحامات.
في السادس عشر من شهر أيار/مايو، أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد الأقصى، بعد إطلاق النار على الفتى محمد أبو لبدة، وتزامن ذلك مع صلاة العشاء.
"رباط الكرد" توسعة لصالح المستوطنين
5/5/2025 اقتحمت طواقم مشتركة من بلدية الاحتلال وسلطة الآثار الإسرائيلية، برفقة قوات من الشرطة والمخابرات، ، رباط الكرد (حوش شهابي)، الملاصق للسور الغربي للمسجد الأقصى المبارك، وخلال الاقتحام، أزالت سلطات الاحتلال ألواحًا معدنية ودعامات حديدية، وأخرجت أكياسًا من الأتربة والحجارة من منطقة مغلقة داخل الرباط منذ سنوات، إضافة إلى إزالة حاوية كان يستخدمها سكان الحوش، وباشروا بأعمال ميدانية تهدف إلى توسعة المساحة لصالح المستوطنين، ضمن ما يُعرف بـ"المبكى الصغير"، الذي يُعده الاحتلال امتدادًا لحائط البراق.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه الأعمال نُفذت بتعليمات مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
مدارس الأونورا.. أغلقت
8 /5/ 2025 شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتطبيق قرارها القاضي بحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مدينة القدس المحتلة، من خلال إغلاق مدارس الوكالة بشكل ميداني وقسري؛ فقد اقتحمت قوات الاحتلال، برفقة موظفين من بلدية الاحتلال ووزارة التعليم، مدارس الوكالة في مخيم شعفاط، بعد نحو ساعة من بدء الدوام الدراسي، وأخلت المباني من الطلبة والمعلمين، كما قامت بتسجيل هويات أعضاء الطواقم التعليمية، وعلّقت قرارات إغلاق رسمية على أبواب المدارس، ولاحقًا، امتدت الاقتحامات إلى محيط مدارس الأونروا في أحياء وادي الجوز وسلوان وصور باهر، حيث وُضعت أوامر الإغلاق على المداخل الرئيسية، متضمنة تفاصيل دقيقة مثل: اسم المدرسة، الشارع، الحي، واسم المدير/ة.
تخدم مدارس الأونروا في القدس نحو 800 طالب وطالبة، وتشمل مرافق الأونروا التعليمية في المدينة ثلاث مدارس في مخيم شعفاط، ومدرسة واحدة في كل من صور باهر وسلوان ووادي الجوز، موزّعة على مرحلتي التعليم الابتدائي والأساسي، ومنفصلة للذكور والإناث، ويعمل في هذه المدارس مجتمعةً أكثر من 60 معلمًا ومعلمة.
تأتي هذه الخطوة بعد إقرار الكنيست الإسرائيلي في تشرين الأول/أكتوبر 2024 قانونًا يحظر نشاط وكالة الأونروا داخل ما يُعرف بـ"حدود دولة إسرائيل"، إلى جانب قانون آخر يمنع أي اتصال رسمي معها. وفي شباط/فبراير 2025، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات مباشرة بتفعيل القانون وتطبيقه على الأرض.
اعتداءات المستوطنين
واصل المستوطنون اعتداءاتهم ضد المقدسيين خلال شهر أيار/مايو 2025، وشملت هذه الاعتداءات البشر والحجر، دون رادع.
من أبرز هذه الانتهاكات، ما تعرّض له الشابان فؤاد عليان وابن عمه براء، أثناء تواجدهما في حديقة عامة في منطقة القمطون غربي القدس، حيث لاحقهما مجموعة من المستوطنين بالشتائم والتهديد، ثم تطور الاعتداء لمطاردة بعد مغادرتهما المكان على دراجة نارية، وعند توقفهما على إشارة ضوئية حمراء، تعمد أحد المستوطنين دهسهما بمركبته، ما أسفر عن استشهاد فؤاد (30 عامًا) من قرية بيت صفافا، وإصابة براء بكسور، واحتجزت سلطات الاحتلال جثمان الشهيد فؤاد لمدة أربعة أيام قبل تسليمه لعائلته.
كما أزال مستوطن قبر الشيخ المقدسي أحمد بن علي الدجاني من داخل مقامه الواقع في مقبرة مأمن الله غربي مدينة القدس، وقام بتحويل الموقع إلى مسكن خاص به، وكشفت عائلة الدجاني عن الاعتداء، خلال زيارتها الدورية للمكان بتاريخ 28 أيار/مايو 2025، حيث فوجئت بإزالة القبر ووضع أثاث داخل المقام.
ويُعد هذا الاعتداء امتدادًا لانتهاكات ممنهجة طالت مقبرة مأمن الله، والتي تُعتبر من أقدم وأوسع المقابر الإسلامية في القدس، وتشهد استهدافًا متكررًا من قبل بلدية الاحتلال وجماعات استيطانية تهدف إلى طمس المعالم الإسلامية وتحويل الأرض إلى مشاريع تهويدية وسياحية.
وشهر أيار/مايو الماضي اقتحم مستوطنون المقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في حي الشيخ جراح، رافعين الأعلام الإسرائيلية، بعد أن تسلل بعضهم عبر الأسوار، وخلعوا قفل الباب الرئيسي، وتقدّمت الاقتحام عضو الكنيست يوليا مالينوفسكي من حزب "إسرائيل بيتنا" ، ومنذ عدة أشهر، أخلت "الأونروا" مقرها الرئيسي في حي الشيخ جراح، بعد قانون حظرها.
كما نفذ المستوطنون اعتداءات بالضرب والشتائم على المقدسيين خلال تواجدهم في غربي القدس، وعلى سائقي الحافلات خلال عملهم.
مسيرة (رقصة الأعلام)... "نكسة القدس تتكرر سنوياً"
في ذكرى احتلال مدينة القدس "حسب التقويم العبري" وما يطلق عليه ذكرى "توحيد القدس"، ينظم المستوطنون مسيرة سنوية "رقصة الأعلام" تنطلق من غربي القدس باتجاه شقها الشرقي، وصولًا إلى حائط البراق، مرورًا من باب العامود وأزقة وأسواق البلدة القديمة.
وحوّل المستوطنون ساحة باب العامود إلى مسرح للغناء والرقص والقرع على الطبول، كما بُثّت الأغاني عبر مكبرات الصوت، وتشكّلت حلقات للغناء، في ظل رفع الأعلام الإسرائيلية و"أعلام الهيكل"، وترديد شعارات عنصرية تدعو لطرد العرب والمسلمين من المدينة، وشتم للنبي محمد عليه الصلام.
كما سجل العديد من الاعتداءات على المقدسيين وممتلكاتهم خلال وقبل مسيرة رقصة الاعلام، بالضرب والشتائم ورش غاز الفلفل.
جلسة للحكومة الإسرائيلية في سلوان
في يوم ما يسمى "توحيد القدس" عقدت الحكومة الإسرائيلية جلسةً خاصة في ذكرى احتلال القدس داخل البؤرة الاستيطانية (مدينة داوود) حي وادي حلوة في بلدة سلوان، وسط حالة بمنع التجول الغير معلنة داخل الحي ومحيطه قيدت خلالها حركة السكان والأهالي ومنعوا من الوقوف أمام منازلهم أو حتى النظر عبر النوافذ.
وقام رئيس الوزراء برفقة عدد من الوزراء وأعضاء كنيست بجولة داخل أنفاق سلوان وعدد من البؤر الاستيطانية.
الهدم يتواصل
وثق مركز معلومات وادي حلوة تنفيذ 27 عملية هدم واغلاق، خلال شهر أيار/مايو الماضي، وشملت عمليات الهدم منشآت سكنية وتجارية وزراعية، واغلاق منشآت تجارية بزعم تشغيل فلسطينيين من حملة هوية الضفة الغربية.
اعتقالات متواصلة
واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حملات الاعتقال في مدينة القدس، ونفذت اعتقالات يومية من مدينة القدس. وشملت الاعتقالات أطفالًا وفتية ونساءً وكبارًا في السن، بالإضافة إلى عشرات من شبان الضفة الغربية بحجة "الإقامة غير القانونية في القدس".
إبعادات ومنع سفر
أصدر الاحتلال 13 قرارًا بالإبعاد ومنع السفر، شملت قرارات إبعاد عن مدينة القدس والبلدة القديمة والأقصى.
مقبرة اليوسفية وصرح الشهداء الى الواجهة من جديد
ردت محكمة الصلح الإسرائيلية الدعوى التي تقدمت بها لجنة المقابر الإسلامية ضد بلدية القدس وسلطة الطبيعة لوقف أعمال التجريف والهدم التي قامت بها في أرض مقبرة اليوسفية وصرح الشهداء في باب الأسباط في مدينة القدس، وقررت المحكمة رد الدعوى شكلاً وعدم الاعتراف بالشخصية القانونية للجنة المقابر الإسلامية، وأنّ اللجنة لا تملك حق التقاضي وتمثيل المسلمين بخصوص المقابر الإسلامية في القدس بحسب القانون الإسرائيلي وفرضت على اللجنة مصاريف بقيمة 70,000 شيكل.