طباعة
تفاصيل اقتحام مقر الأونروا ومصادرة ممتلكاته ورفع العلم الإسرائيلي
اقتحمت قوات الاحتلال، برفقة طواقم من البلدية، في ساعات الصباح الباكر (8/12/2025)، مُجمع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في حي الشيخ جراح بمدينة القدس.
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة– القدس، أن قوات الاحتلال بأعداد كبيرة، برفقة طواقم البلدية والعمّال، اقتحمت المقر الرئيسي للوكالة بعد محاصرة مداخله الرئيسية عند الساعة السادسة والنصف صباحًا، ثم احتجزت الحراس الأربعة الذين كانوا داخله، وصادرت هواتفهم، كما سلّمت حرس الوكالة استدعاءات للتحقيق في مركز شرطة (غرف 4).
تفاصيل الاقتحام والمصادرة رفع العلم الإٍسرائيلي
وأضاف المركز أن القوات اقتحمت المقر بواسطة الدراجات النارية ومركبات الشرطة، وأدخلت شاحنات كبيرة ورافعات شوكية وشاحنة خاصة للسولار، وقطعت كافة الاتصالات داخله.
كما قامت القوات بعمليات تفتيش في مقر المجمع، وخلال ذلك قامت بإنزال علم الأمم المتحدة عن البرج الرئيسي ورفع العلم الإسرائيلي مكانه. كما صادرت الأثاث والمعدات التكنولوجية، وقامت بتفكيك بعض الأثاث المعدني ونقله عبر شاحناتها.
موقف الأونروا ورد المفوض العام
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأونروا، إن هذا الإجراء يمثل تجاهلًا صارخًا لالتزامات إسرائيل بصفتها دولة عضوًا في الأمم المتحدة تجاه حماية واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة.
وأضاف: "في أعقاب أشهر من المضايقات التي شملت هجمات حرق متعمد عام 2024، ومظاهرات كراهية وترهيب مدعومة بحملة تضليل إعلامي واسعة النطاق، بالإضافة إلى تشريعات مناهضة للأونروا أقرها البرلمان الإسرائيلي في انتهاك للالتزامات الدولية، أُجبر موظفو الأونروا على إخلاء المجمع مطلع هذا العام."
وأكد لازاريني أن المقر، وبغض النظر عن الإجراءات المتخذة على الصعيد المحلي، يحتفظ بوضعه كمقر للأمم المتحدة ويتمتع بحصانة كاملة من أي شكل من أشكال التدخل.
وقال إن إسرائيل طرف في اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة التي تصون حرمة مباني الأمم المتحدة، بما يعني أنها محصنة من التفتيش و/أو المصادرة، كما تُحصن ممتلكات الأمم المتحدة وأصولها من الإجراءات القانونية.
وقد أكدت محكمة العدل الدولية أن إسرائيل مُلزمة بالتعاون مع الأونروا ووكالات الأمم المتحدة الأخرى. وشدد لازاريني على عدم وجود أي استثناءات لذلك، قائلًا إن السماح بمثل هذا الانتهاك يمثل تحديًا جديدًا للقانون الدولي، ويشكل سابقة خطيرة في أي مكان آخر تتواجد فيه الأمم المتحدة حول العالم.
اعتداءات سابقة على مقر الأونروا
وقال مركز المعلومات أن المقر الرئيسي للوكالة تعرّض منذ تشرين الأول/أكتوبر لسلسلة من الاعتداءات من قبل المستوطنين، تمثلت في إضرام النيران فيه مرتين، وإلقاء الحجارة، وتهديد العاملين بالسلاح، والاعتداء على ممتلكاته، وتعطيل وصول الموظفين إلى أماكن عملهم، من خلال وضع المركبات والأكياس السوداء كإشارة إلى "الجثث" أمام باب الوكالة.
قرارات إسرائيلية سابقة ضد الأونروا
في شهر أيار/مايو 2024، طالبت السلطات الإسرائيلية بإخلاء المقر الرئيسي في حي الشيخ جراح بحجة "استخدام الأرض دون موافقة سلطة أراضي إسرائيل"، وقررت إجبار الوكالة على دفع 27 مليون شيكل "بدل إيجار متأخر عن السنوات التي استخدمت فيها العقار واعتبارها ديونًا على الوكالة".
وفي بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2024، قررت ما تُسمى "سلطة أراضي إسرائيل" مصادرة أراضي مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في القدس المحتلة، لإقامة مشروع استيطاني يشمل 1440 وحدة سكنية.
في 24 يناير/كانون الثاني 2025، طالبت إسرائيل الأونروا بوقف عملياتها في القدس وإخلاء جميع منشآتها بحلول 30 يناير/كانون الثاني 2025.
وبعد سلسلة القرارات الإسرائيلية اضطرت الوكالة إلى إخلاء المقر من العاملين وتعطلت فيه كافة العمليات، ولم يبقَ داخله سوى عدد من الحراس.

