طباعة

حصاد شباط/ فبراير في مدينة القدس
March 2, 2025

أصدر مركز معلومات وادي حلوة- القدس تقريره عن شهر شباط/فبراير الماضي، حيث رصد الانتهاكات في مدينة القدس خلال هذا الشهر.

وقال مركز المعلومات في تقريره الشهري "استمرت الانتهاكات في المسجد الأقصى ومدينة القدس، وتصاعدت قرارات الإبعاد عن الأقصى عشية شهر رمضان، بالإضافة إلى استمرار حملات الاعتقال وعمليات الهدم في المدينة".

وقال المركز أن دفعات صفقات التبادل بين إسرائيل وحماس، استمرت شهر شباط /فبراير الماضي، وتحرر خلالها العشرات من الأسرى المقدسيين، معظمهم من أصحاب المحكوميات "مدى الحياة" والأحكام العالية.

المسجد الأقصى.. اقتحامات متواصلة وقيود مستمرة

واصل المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال مدينة القدس عام 1967، واقتحم أكثر من 4560 مستوطنًا الأقصى خلال فترات الاقتحامات، وأدى المستوطنون صلواتهم الجماعية والعلنية في المسجد الأقصى.

تركزت الاقتحامات في بداية الشهر العبري، وفي إحياء "عيد الشجرة"، وتأبين جنود شاركوا في الحرب على غزة.

واستمرت القيود المفروضة على دخول المصلين إلى الأقصى، خاصة في أيام الجمعة، من خلال نصب الحواجز في الطرق المؤدية إليه، والتمركز عند أبوابه، وإخضاع الوافدين للتفتيش وفحص الهويات. كما تم منع العديد من الشبان من الدخول إلى الأقصى وملاحقتهم في أزقة البلدة القديمة، وإبعادهم عن أبواب الأقصى لمنعهم من الصلاة عليه.

قرارات الهدم والإخلاء تلاحق المقدسيين

في شباط/فبراير الماضي، رفضت المحكمة المركزية الاستئناف المقدم ضد قرار هدم مركز معلومات وادي حلوة في بلدة سلوان، وأقرت قرار محكمة البلدية بهدم المركز والذي كان قد صدر قبل تموز/يوليو2024، وحددت المحكمة موعد تنفيذ الهدم في تموز/يوليو المقبل، بالإضافة إلى فرض غرامة مالية قدرها 20 ألف شيكل على مدير المركز جواد صيام.

كما رفضت المحكمة المركزية الاستئناف المقدم من عائلة دياب ضد قرار إخلائها من منازلها في "كرم الجاعوني" في حي الشيخ جراح، وأمهلت العائلة حتى 20/5/2025 لتنفيذ قرار الإخلاء، وتعيش العائلة في منازلها الثلاثة منذ 50 عامًا، وتدعي جهات يهودية ملكية الأرض التي تُقام عليها عقارات الأهالي في 'كرم الجاعوني'."

وتم تسليم المقدسي بشار العالول قرارًا بإخلاء محله التجاري في حي الشيخ جراح، مع مطالبته بدفع ربع مليون شيكل كـ "بدل إيجار بأثر رجعي" عن 7 سنوات مضت، بحجة ملكية الأرض لصالح شركة استيطانية، وافتتحت بقالة القناعة عام 1951، وبدأ العالول منذ عام 2010 صراعه في المحاكم لحماية محله التجاري ومنزله في ظل التهديد بالإخلاء، مُؤكدًا أنه "مستأجر محمي".

مخطط استيطانية ومصادرات لا تتوقف

وقال مركز معلومات وادي حلوة – القدس أن بلدية الاحتلال وسلطة "الطبيعة والحدائق" تواصلان تنفيذ مشاريع استيطانية في المدينة.

ففي بلدة سلوان، وضعت سلطات الاحتلال يافطة على مقبرة "أطفال سلوان" لمنع دفن الأطفال فيها، ووضعت يافطة على أرض المقبرة "القبر في المنطقة ممنوع"، ويدفن في المقبرة أطفال البلدة منذ قرابة قرن "100 عام"، بعد أن أوقف المرحوم حسن سالم درويش رويضي الأرض لتخصيصها لدفن الأطفال، وتبلغ مساحتها قرابة دونم ونصف.

كما وضعت سلطات الاحتلال يافطة على قطعة أرض في حي الصوانة، تشير إلى مصادرتها مؤقتًا لمدة خمس سنوات بحجة "إقامة أعمال بستنة وحدائق لصالح الجمهور". وتعد هذه المنطقة مستهدفة بمشاريع الحدائق الوطنية والمسارات للمستوطنين، وتعتبر الأرض هي امتداد لقطع أرض أخرى في المنطقة تم مصادرتها وتحويلها الى حدائق.

كما اعلنت سلطات الاحتلال عن مشروعين في حي الشيخ جراح في القدس، ، الأول بناء وحدات استيطانية على مساحة 17 دونما حيث سيبنى "318 وحدة سكنية "، والمخطط الثاني هو بناء مدرسة دينية على مساحة 5 دونمات تضم "11 طابقا 

تهديدات للأسرى وعائلاتهم بالترحيل من القدس

قرر وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل، منتصف شهر شباط/فبراير الماضي، ترحيل ثلاثة مقدسيين عن مدينة القدس، بحجة "دعم وتأييد الإرهاب"، وكشف في نهاية الشهر عن توصية من وزارة الجيش بترحيل 20 عائلة مقدسية من المدينة وسحب الهوية أو الجنسية الإسرائيلية منهم.

وأوضح مركز معلومات وادي حلوة/القدس أن المقدسيين الذين صدر ضدهم قرارات ترحيل هم: الأسيرة تسنيم عودة، ابنة الشهيد بركات عودة الذي ارتقى عام 2022، والأسير محمد أبو الهوى، شقيق الشهيد آدم أبو الهوى الذي استشهد عام 2023، والأسيرة المحررة زينة بربر "التي تحررت في صفقة التبادل الحالية"، وهي ابنة الأسير المحرر مجد بربر الذي قضى في السجن 20 عامًا.

أما توصية ترحيل 20 عائلة، فقد شملت طلبًا بترحيل يزن فروخ، نجل محمد فروخ الذي أفرج عنه في صفقة التبادل الأولى. علماً أن الوالد كان قد اعتقل وحُكم عليه بالسجن لمدة 19 عامًا، كما شمل الطلب آخر ضد سيد عابد فتيحة، شقيق الأسيرة المقدسية المحررة نوال فتيحة، التي اعتُقلت عام 2020 وحُكم عليها بالسجن الفعلي لمدة 8 سنوات، وأُفرج عنها في صفقة التبادل الشهر الماضي، وهو ما كشفته وسائل اعلام إسرائيلية.

وكان الكنيست قد صادق في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، على مشروع قانون يقضي بـ"طرد أفراد عائلات منفذي العمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية"، إذا كان لديهم علم مسبق بالعملية أو بتمجيد وتأييد العملية بعد تنفيذها. وحسب القانون، فإن أمر الطرد "للمواطن الإسرائيلي" لا تقل مدته عن 7 سنوات ولا تزيد عن 15 سنة، وفي "حالة المقيم الدائم أو المؤقت" لمدة لا تقل عن 10 سنوات ولا تزيد عن 20 سنة.

إبعادات.. لا تتوقف

تصاعدت قرارات الإبعاد خلال شهر شباط/فبراير الماضي، ورصد مركز معلومات وادي حلوة – القدس أكثر من 120 قرار إبعاد لمقدسيين عن المسجد الأقصى، البلدة القديمة، مكان السكن، شوارع وأحياء في القدس، ومنع دخول ضفة غربية.

وقال مركز المعلومات أن أسرى القدس الذين تحرروا في دفعات التبادل السابقة خلال شهري فبراير ويناير، سلموا قرارات تقضي بإبعادهم عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر، وكان مركز المعلومات قد رصد قرارات الإبعاد منذ اليوم الأول من الإفراج عن الأسرى حيث يُبلغ الأسير قبل الإفراج عنه في مركز شرطة "المسكوبية" بمنع دخوله الى الأقصى ويشترط عليه الحضور الى مركز القشلة، ولدى وصوله يسلم قرار الإبعاد عن الأقصى.

وقال المركز أن من بين المبعدين عن الأقصى الأسير المحرر خالد الحلبي وهو مسيحي الديانة.

كما جددت سلطات الاحتلال قرار منع محافظ القدس عدنان غيث وشادي مطور أمين سر حركة فتح في القدس، دخول الضفة الغربية.

مكتبات القدس.. ملاحقة بالاقتحامات والاغلاق!

وفي إطار استهداف الحالة الثقافية في مدينة القدس، نفذت سلطات الاحتلال اقتحامات 3 مكاتب في المدينة: "مكتبة القدس والمكتبة العلمية"، وصادرت منها كتبًا متنوعة، بما في ذلك تلك التي تحتوي على العلم الفلسطيني أو التي تتناول القضية الفلسطينية. كما اعتقلت أصحابها بزعم بيع "الكتب التحريضية.

وأغلقت مكتبة القدس في البلدة القديمة لمدة 30 يومًا، واعتقلت صاحبها لمدة 11 يومًا، فيما اعتقلت اثنين من أصحاب المكتبة العلمية لمدة يوم واحد.

التعليم والطلبة في خطر

في شهر شباط/فبراير، اقتحمت طواقم من وزارة المعارف الإسرائيلية 3 مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مدينة القدس، بالإضافة إلى معهد قلنديا للتدريب في المخيم، وطالبت بإغلاقها.

وقالت الأونروا في بيان لها إن القوات الإسرائيلية وأفرادًا من بلدية القدس اقتحموا مركز تدريب قلنديا بالقوة، وأصدروا أوامر بإخلائه فورًا، رغم وجود 350 طالبًا و30 موظفًا في المركز، كما تم إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية خلال الاقتحام.

وأقرّ الكنيست قانونًا في أكتوبر 2024 يحظر نشاط وكالة الأونروا داخل إسرائيل، بالإضافة إلى قانون آخر يحظر الاتصال معها.

وفي بداية شهر فبراير الماضي، منعت شرطة الاحتلال إدخال الكتب المدرسية التي تدرس المنهاج الفلسطيني إلى مدرسة الأقصى، واعتقلت أحد الأساتذة.

اعتقالات

واصلت سلطات الاحتلال حملات الاعتقال في مدينة القدس، حيث نفذت المئات من حالات الاعتقال، شملت أطفالًا وفتية ونساء وكبار السن، إضافة إلى اعتقال مئات الشبان من أهالي الضفة الغربية بحجة "الإقامة غير القانونية في مدينة القدس".

وصعدت سلطات الاحتلال من قرارات الاعتقال الإداري ضد الشبان المقدسيين.

وقالت الشرطة في بيان لها انها اعتقلت 100 صاحب منشأة تجارية من القدس، بسبب مبيت عمال فلسطينيين بدون تصريح.

وقالت الشرطة انه منذ بداية الحرب على غزة، قدمت الشرطة حوالي 1000 طلب لفتح تحقيق ضد فلسطينيين بزعم "التحريض"، وصادقت النيابة العامة الإسرائيلية على 500 طلب منها.

وقدمت النيابة 160 لائحة اتهام بادعاء "التحريض"، بينما فتحت الشرطة 120 ملفا آخر "بشبهة التحريض".

هدم وتشريد

واصلت بلدية الاحتلال تنفيذ عمليات الهدم أو إجبار المقدسيين على هدم منازلهم بأنفسهم، بحجة البناء دون ترخيص، ورصد مركز معلومات وادي حلوة- القدس 15 عملية هدم في مدينة القدس، بينها 4 منشآت هدم بأيدي أصحابها "الهدم الذاتي" بقرار من البلدية.

وقال مركز المعلومات أن عمليات الهدم شهر شباط /فبراير الماضي استهدفت المنازل.

وقال مركز المعلومات أن الشرطة أغلقت الشهر الماضي 4 منشآت تجارية في القدس، بحجة "تشغيل شبان من حملة هوية الضفة الغربية دون تصاريح".

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها انها أغلقت منذ بداية العام الجاري 2025 قرابة 20 محلاً تجارياً لذات الحجة.

صفقة تبادل الأسرى... وأسرى القدس

في العشرين من كانون الثاني/يناير الماضي، دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، بعد 470 يومًا من الحرب، وتم تنفيذ 3 دفعات من تبادل الأسرى من المرحلة الأولى، وشهر شباط/فبراير الماضي تم تنفيذ 4 دفعات من تبادل الأسرى.

وفي شهر شباط/فبراير الماضي أُفرج خلالها عن 48 أسيرًا وأسيرة من القدس "حملة الهوية الإسرائيلية/ الزرقاء"، وكانت الدفعات كالتالي:

  • الدفعة الخامسة بتاريخ 4/2/2025 أُفرج عن 4 أسرى مقدسيين "محكوميات عالية".
  • الدفعة السادسة بتاريخ 15/2/2025 أُفرج عن 6 مقدسيين من أصحاب المحكوميات المؤبدة مدى الحياة، وأُبعد 2 من الأسرى خارج الأراضي الفلسطينية.
  • الدفعة السابعة بتاريخ 27/2/2025 أُفرج عن 16 أسيرًا مقدسيًا، من أصحاب المحكوميات المؤبدة، والعالية، ومحرري صفقة شاليط "الذين أُعيد اعتقالهم"، وأبعد 11 منهم خارج الأراضي الفلسطينية.

ولمنع أي مظهر من مظاهر الصفقة والإفراج عن الأسرى ولحظة لقاء الأسير بعائلته ووصوله إلى منزله في مدينة القدس، شهدت أيام صفقات التبادل إجراءات تنكيل بحق عائلات الأسرى، وأبرزها الاستدعاء واقتحام المنازل واعتقال أفراد العائلة.

وقال المركز إن إجراءات الإفراج تضمنت "كما الدفعات السابقة" استدعاء المخابرات ولي أمر المعتقل إلى مركز غرف 4 شرطة المسكوبية، وإبلاغه بشروط الإفراج "عدم التجمع خلال استقبال الأسير، عدم رفع الأعلام والرايات، عدم إطلاق المفرقعات"، وقامت المخابرات برفقة عناصر الشرطة بتوصيل كل أسير إلى باب منزله.

كما نفذت مخابرات الاحتلال برفقة الشرطة اقتحامات متكررة لمنازل الأسرى المنوي الإفراج عنهم في دفعات التبادل، خاصة في يوم الصفقة، وتعمدت تهديد أفراد العائلة وتفتيش المنازل وتخريبها.

وأوضح المركز أن محرري الدفعة السابعة كان من المقرر الإفراج عنهم في السبت "22/2/2025"، وتم استدعاء الأهالي لمركز غرف 4 واحتجازهم واقتحام المنازل ومحاصرتها عدة ساعات، إلا أن القرار تم تعليق الإفراج بشكل مفاجئ.

محررو صفقة التبادل.. ملاحقة وتنغيص

في ملاحقة لأسرى صفقة التبادل، نفذت سلطات الاحتلال خلال شهر فبراير الماضي اقتحامات لمنازل عدد من الأسرى ومحيطها، وفرضت مخالفات عشوائية ضد الأسرى وعائلاتهم، ومنها "وجود أوراق أمام باب المنزل، ووجود كتابة على الجدران".

كما اعتقلت قوات الاحتلال أسيرة محررة وحققت معها عدة ساعات في مركز الشرطة.

كما قدمت سلطات الاحتلال لائحة اتهام ضد المحرر أشرف زغير من بلدة كفر عقب واثنين من أفراد عائلته، بحجة "مخالفات مرورية قاموا بها خلال الاحتفال بتحريره في 25 يناير/كانون الثاني الماضي".

والاتهامات الموجهة ضدهم هي: "تواجد راكب في مركبة مع عدم وجود جزء من جسده داخلها، عدم ارتداء حزام الأمان، السلوك غير المبالي على الطريق".

وكانت قوات الاحتلال، يوم تحرر الشاب أشرف زغير، قد اقتحمت منزله واعتقلت شقيقه بعد تخريب كامل للمنازل والاعتداء على المتواجدين، ثم توالت الاعتقالات لعدد من أفراد العائلة والأصدقاء، طالت 12 شابًا.

كما حرمت سلطات الاحتلال أسرى القدس الذين تحرروا وعادوا الى المدينة بالوصول والصلاة في الأقصى، بعد إصدار قرارات منع فورية تقضي بمنع دخولهم الى المسجد.

اقتحام بيت عزاء

فيما اقتحمت قوات الاحتلال بيت عزاء الناشط المجتمعي موسى قوس في البلدة القديمة في القدس، واعتدت على المتواجدين واعتقلت شقيق المتوفى.

وتوفي موسى قوس إثر حريق في منزله في القدس القديمة، وكانت ابنته شادن قوس قيد الاعتقال وأُفرج عنها بعد دفنه. وعلمت شادن بخبر وفاة والدها من القوات التي اقتحمت زنزانتها في السجن وأخبرتها بوفاة والدها.