طباعة
"البيتزا ظلّت على السيارة"... إصابتان خطيرتان برصاص قنّاص في الطور
"اتصابوا عدي وإياس، واللقمة بتمّها، والدم سال على باقي الأكل وكرتونة البيتزا ظلت على السيارة"، بهذه الكلمات لخص رائد أبو مفرح – والد الطفل عدي- لحظة إصابة نجله وابن عمته برصاص قناص في بلدة الطور.
قبل منتصف الليل بدقائق معدودة، كان الطفل إياس أبو مفرح (13 عامًا) وابن عمته عدي أبو جمعة (22 عامًا) يتناولان طعام العشاء أمام منزل العائلة، لا مواجهات، لا صوت لإنذار، فقط هدوء قرية الطور شرقي القدس، فجأة دوّى صوت الرصاص، تبعته صرخات واستغاثات، وتحول المساء الهادئ إلى دماء وعمليات جراحية عاجلة.
في محيط منازل "حارة أبو جمعة"، وبينما تجمعت العائلة بعد عودة الجدّة من أداء مناسك الحج، طلب الشبان طعام العشاء (البيتزا)، وجلسوا قرب السيارة، وإياس وعدي كانا ضمن الحاضرين، حين باغتهما رصاص قنّاص، دون وجود أي جنود أو مواجهات في المنطقة.
عدي وقع أرضًا عاجزًا عن الحركة بعد إصابته برصاصة متفجرة في البطن، فيما أصيب إياس برصاصة متفجرة في الكتف، وأخذ يصرخ من شدة الألم، تم نقلهما على الفور إلى مستشفى المقاصد في القدس.
رائد أبو مفرح، والد إياس، قال إن الحارة كانت هادئة تمامًا، وإن الرصاص جاء مفاجئًا ومن مسافة بعيدة. وأوضح أن إياس أُصيب برصاصة متفجرة في الكتف أدّت إلى تهتّك في العظام وتضرّر في الأعصاب والشرايين، مما يتطلب علاجًا طويل الأمد لإصلاح الأنسجة المتضررة. أما عدي، فقد أُصيب برصاصة اخترقت بطنه وألحقت أضرارًا خطيرة بالكبد والطحال، وخضع لعملية جراحية عاجلة.
وبحسب العائلة وشهود عيان في المكان، كان القنّاص متمركزًا على سطح بناية سكنية تبعد نحو 500 متر عن مكان جلوس الشبان، وأطلق النار بشكل مباشر دون أي تحذير ودون وجود أي سبب.
لاحقًا، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى المقاصد وأغلقت محيطه، ثم أوقفت سيارة الإسعاف التي كانت تقل إياس إلى مستشفى هداسا عين كارم، وحققت ميدانيًا مع والدته قبل السماح بنقله، كما اعتقلت والدي إياس وعدي من داخل المستشفى، واقتادتهما إلى مركز شرطة صلاح الدين، حيث جرى التحقيق معهما لمدة قاربت الأربع ساعات.
في محاولة للتنصل من المسؤولية، ادعى جنود الاحتلال أن المصابين تعرّضا لإطلاق نار بسبب "مشكلة خاصة بين السكان"، أو أنهما كانا يلقيان زجاجات حارقة، وهي رواية فنّدتها العائلة وشهود العيان الذين أكدوا أن المنطقة كانت هادئة تمامًا.
وفي الوقت نفسه، داهمت قوات أخرى موقع الإصابة، حطّمت نوافذ مركبتين في المكان عليهما آثار الرصاص، وصادرت شظايا الرصاص، في محاولة واضحة – حسب العائلة – لإخفاء الأدلة.
ومنذ عدة أيام، تشهد الطور اقتحمت متتالية واعتداءات بالقنابل والأعيرة المطاطية على السكان، ويوم السبت قامت بإغلاق شارعين في القرية بالمكعبات الاسمنتية مما يجبر السكان على سلك طرق التفافية والسير مسافات على الأقدام للوصول إلى منازلهم أو مغادرتها.