طباعة
إضراب مدارس سلوان يدخل يومه الثاني… والاحتلال يواجهه باعتقالات وإبعادات
لليوم الثاني على التوالي، يتواصل الإضراب التعليمي في مدارس بلدة سلوان بالقدس، وسط تصعيد إسرائيلي استهدف بشكل مباشر أعضاء اللجنة المركزية لأولياء الأمور وأهالي من البلدة، في محاولة لإسكات الصوت الرافض للقرارات المفروضة على مدارسهم.
وأفاد مركز معلومات وادي حلوة–القدس أن اللجنة المركزية لأولياء أمور سلوان ورأس العامود، وبالتعاون مع وجهاء البلدة ومخاتيرها ومؤسساتها المحلية، أعلنت إضرابًا شاملًا ومفتوحًا منذ الأحد (1 أيلول/سبتمبر 2025)، احتجاجًا على قرارات وصفتها بـ"الجائرة"، التي تمس مستقبل الطلبة وحقوقهم التعليمية، ومن أبرز هذه القرارات: نقل طلاب المدرسة الإعدادية إلى مدرسة سلوان الشاملة، تحويل المدرسة إلى مختلطة خاصة بالمنهاج الإسرائيلي، وتعيين مدراء دون الرجوع إلى لجان أولياء الأمور.
ومساء أمس، جدّدت القوى الوطنية والإسلامية في سلوان التزامها الكامل بالإضراب، مؤكدة أن اللجنة المركزية لأولياء الأمور هي الجهة الرسمية والمعتمدة الوحيدة في البلدة، ومنددة بمحاولات إفشال الإضراب، وقالت في بيانها: "كل من يعمل على إفشال الإضراب من إدارات مدارس أو أولياء أمور أو أي جهة أخرى سيُحاسَب، والحساب عسير، وسنضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه العبث بمستقبل أبنائنا."
في المقابل، كثفت قوات الاحتلال انتشارها أمام مدرسة سلوان الإعدادية، اليوم وأمس، بالتزامن مع اعتصام وتواجد للطلبة وذويهم أمام المدرسة، مجددين رفضهم لنقل 600 طالب إلى مدرسة الشاملة التي "لا تستوعب هذا العدد ولا تتوفر فيها بيئة تعليمية ملائمة"، ومؤكدين أن "المدرسة الإعدادية بُنيت على نفقة الأهالي منذ عشرات السنين وتتمتع بطاقم إداري وتعليمي مميز."
وأعرب أهالي الطلبة عن استيائهم من قرار نقل أبنائهم بشكل مفاجئ ودون أي استعداد مسبق، معتبرين أن هذه الخطوة تركت أثراً نفسياً قاسياً على الطلبة وعائلاتهم، وأكدوا أن المدرسة الجديدة التي فُرض عليهم الانتقال إليها تفتقر لأبسط المقومات التعليمية والبيئية، فهي غير مجهزة لاستيعاب مئات الطلبة، وشددوا أن أبناءهم وجدوا في مدرستهم الإعدادية مساحة آمنة نشأوا فيها على مدار سنوات طويلة، وأن اقتلاعهم منها فجأة يهدد استقرارهم النفسي والتعليمي ويضعهم أمام صعوبات مضاعفة مع بداية العام الدراسي.
وجرت اليوم مشادات كلامية بين القوات المتواجدة والأهالي، وحققت مع بعض الشبان ميدانيا، ونفذت اعتقالات من المكان، وهددت أمس باستخدام القوة لقمع الاعتصام إذا لم يتم إخلاء المنطقة من الأهالي والطلبة.
وفي محاولة لكسر الحراك الشعبي، نفذت الشرطة الإسرائيلية حملة اعتقالات طالت أبرز الناشطين في اللجنة. فقد اعتقلت يوم أمس رمضان طه – الناطق باسم لجنة أولياء الأمور – وإسلام الأعور، وأفرج عنهما بشروط شملت الإبعاد عن مدارس القدس، ومنع المشاركة في أي اعتصام لمدة شهر، إضافة إلى منع طه من التواصل مع مدراء المدارس والمعلمين.
واليوم، استهدفت الشرطة شابين آخرين من البلدة، هما هيثم العباسي وأنس العباسي، من شارع المدارس حي رأس العامود في بلدة سلوان، بعد احتجازهما في المكان.

