طباعة

كيف مرّ "عيد العرش" على المسجد الأقصى ؟
October 14, 2025
  • صورة للتوضيح

على مدار أيام عيد "العرش" الذي بدأ الثلاثاء الماضي، شهدت القدس القديمة والمسجد الأقصى المبارك اقتحامات واسعة نفذها آلاف المستوطنين، فيما استباح عشرات الآلاف حائط البراق ومحيطه، خاصة مناطق القصور الأموية وباب الخليل، حيث أقيمت الصلوات والمسيرات والاحتفالات المختلفة الخاصة بهذا العيد.

وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة على أبواب المسجد الأقصى وشوارع وأزقة البلدة القديمة، كما انتشرت خارج الأسوار في المناطق المؤدية إلى حائط البراق وباب المغاربة، وفي عدة مرات، أغلقت القوات الإسرائيلية شوارع رئيسية مثل باب الأسباط، التربة، وادي حلوة، وباب المغاربة، وسمحت فقط بمرور الحافلات والمركبات التي تقل المستوطنين للوصول إلى حائط البراق لأداء الصلوات، فيما أغلقت بعض المفارق الرئيسية في بلدة سلوان القريبة من الأقصى من الجهة الجنوبية.

وخلال فترة الاقتحامات الممتدة من الثلاثاء الماضي وحتى الثلاثاء الذي يليه، أي خلال عيد العرش و"فرحة التوراة"، اقتحم 7474 مستوطناً متطرفاً المسجد الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال القدس، وذلك ضمن فترتين يوميًا: صباحية وبعد الظهر، ضمن برنامج الاقتحامات اليومية باستثناء يومي الجمعة والسبت.

وجاء توزيع أعداد المقتحمين على النحو التالي:

  • الثلاثاء: 537
  • الأربعاء: 1758
  • الخميس: 1765
  • الأحد: 2205
  • الاثنين: 854
  • الثلاثاء: 355

وشارك في الاقتحامات كبار الحاخامات ومسؤولون في منظمات "الهيكل" المزعوم، إضافة إلى أعضاء كنيست ووزراء من اليمين الإسرائيلي المتطرف.

ففي ثاني أيام العيد وفي يوم الاحتفال "فرحة التواره"، اقتحم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى بمرافقة قوات كبيرة من شرطة الاحتلال،كما اقتحم الأقصى خلال أيام العيد أعضاء الكنيست إسحق كروزور ، وتسفي سوكوت (من حزب الصهيونية الدينية) وعميت هاليفي (من حزب الليكود)، وأدى أعضاء الكنيست الصلوات داخل الأقصى.

وأشار مركز معلومات وادي حلوة إلى أن بن غفير كرر اقتحاماته للأقصى منذ توليه منصبه، حيث سُجل له 13 اقتحامًا منذ عام 2023.

وخلال عيد العرش، نفذ المستوطنون صلوات خاصة للأسرى والجنود الإسرائيليين في قطاع غزة، إلى جانب صلوات جماعية وعلنية شملت الانبطاح والسجود والغناء والتصفيق، وتركزت معظم الطقوس في المنطقة الشرقية قرب مصلى باب الرحمة.

كما تم تقديم القرابين النباتية الخاصة بالعيد، وهي “الأترج، الآس، الصفصاف، وبرعم سعف النخيل”، وأقيمت بها الصلوات عدة مرات داخل ساحات الأقصى.

وتخللت الاقتحامات طقوس غنائية ورقصات جماعية أثناء المسير داخل الساحات، وعلت أصوات الغناء والأناشيد في أرجاء الأقصى.

وسار المستوطنون وفق المسار المعتاد لاقتحاماتهم: من باب المغاربة مرورًا بساحات المصلى القبلي والمرواني والمنطقة الشرقية والأروقة الشمالية والغربية، ثم الخروج من باب السلسلة، وخلال السير تقدم شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وتقام الصلوات المختلفة.

وتوقفت المجموعات مرارًا في كافة الجهات المطلة على قبة الصخرة لأداء الصلوات، وبلغ عدد أفراد المجموعة الواحدة 170–200 مستوطن، حيث سمحت شرطة الاحتلال بدخول فوج جديد كل 10 دقائق، مع وجود ست مجموعات مقتحمين داخل الأقصى في آن واحد.

وفي المقابل، فرضت سلطات الاحتلال قيودًا مشددة على دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى، حيث مُنع الشبان والشابات من الدخول في ساعات الاقتحام وطُلب منهم العودة بعد الساعة الثالثة عصرًا، وتم حجز هويات كبار السن وتفتيشهم على الأبواب، وفرضت قيودها على أماكن جلوس المصلين بمنعهم من الجلوس والسير في مسار الاقتحامات.

أما مسيرات وصلوات المستوطنين الجماعية على أبواب الأقصى من الجهة الخارجية، فكانت تبدأ منذ ساعات الصباح من جهة باب القطانين – أحد أبواب الأقصى – وتسير في شارع الواد باتجاه باب الأسباط مرورًا بأبواب الغوانمة والملك فيصل وحطة، فيما أقيمت صلوات فردية متواصلة على أبواب الأقصى طوال اليوم، حاملين القرابين النباتية واعلام "الهيكل" المزعوم.

وفي حائط البراق، أقيمت الصلوات اليومية ورُفعت القرابين النباتية خلال أيام العيد.